شيع الأتراك، أمس الأول، الروائى الكبير يشار كمال (92 عاما)، الذى يعد واحدا من أهم الكتاب العالميين، وترجمت أعماله إلى 40 لغة، وتعد رواية «محمد النحيل» 1955(أربعة أجزاء) ملحمة الأدب التركى الحديث وسبب شهرته، تتحدث عن شخص ينضم لمجموعة من قطاع الطرق وينتقم من إقطاعى متسلط، وهى التى رشحته لنوبل سنة 1973، يشار كردى كان يحلم بحل مشكلة أهله، وكان يعتبر قضيتهم هى «قضية تركيا الديمقراطية»، سجن أكثر من مرة، هو فلاح لم يكمل تعليمه، وعلم نفسه، كان اشتراكيا، وعضوا فى حزب العمال التركى منذ 1962، تسببت قضية الأكراد فى حصاره سنوات طويلة وأيضا موقفه المعلن من المجازر التى ارتكبها الأتراك ضد الأرمن منذ قرن، يعتبره النقاد أبا للغة التركية الحديثة، وكان مجددا حقيقيا، لأنه استثمر مخزون التراث الشعبى خير استثمار.
لأنه ترعرع فى وسط قروى تركى كردى تركمانى مختلط، ظروفه الصحية أبعدته عن الحياة الأدبية فى السنوات الأخيرة، ولكنه فى أكتوبر من العام الماضى بعث برسالة ألقيت فى مراسم الاحتفال بمنحه الدكتوراه الفخرية فى جامعة بيلك فى إسطنبول، كتب فيها «أولا: إن الذى يقرأ كتبى لا يمكن أن يصبح قاتلا، يجب أن يكون عدوا للحرب. ثانيا: يجب أن يواجه استصغار الإنسان لإنسان، يجب ألا ينظر أحد إلى الآخر على أنه أقل شأنا ويحاول محوه، يجب عدم السماح للدول والحكومات التى تحاول محو الإنسان»، وطالب قراءه بالتحالف مع الفقراء، لأن الفقر عار على الإنسانية كلها، منحته أرمينيا بعد رحيله ميدالية ناريغاتسى الراقية تقديرا لأدبه.. ونضاله.