الخطاب الذى وجهته مائة شخصية دولية مرموقة إلى كينيث روث، مدير المنظمة الأمريكية «هيومان رايتس ووتش» هو بمثابة فضيحة جديدة للمنظمة الأشهر فى مجال مراقبة أوضاع حقوق الإنسان حول العالم، بعد أن تحولت إلى وسيلة سياسية رخيصة فى يد الإدارة الأمريكية وأجهزة استخباراتها لابتزاز الدول التى تعارض مصالح أمريكا أو تدافع عن مصالحها العليا وأمنها القومى وفى مقدمتها مصر.
الخطاب الذى أحدث دويًّا فى العالم أجمع، خاصة أن الشخصيات الموقعة عليه مرموقة ومن بينها حملة جائزة نوبل، أكد مجددا مدى الانحراف الذى وقعت فيه المنظمة الحقوقية الشهيرة، وفتح المجال لما يعرف بتقييم السجل الحقوقى للدول المعارضة للسياسات الأمريكية، ومدى مصداقية هذا التقييم الذى يتحول بفعل التدخل السياسى إلى ملف إعلامى يدار بكثير من الانحياز والهوى، ويتم استغلاله للضغط على الأنظمة والدول حال لم يجد الضغط الاقتصادى ولم يكن التدخل العسكرى المباشر ممكنا.
ففى الوقت الذى انتفضت فيه «هيومان رايتس ووتش» بعد أحداث مجلة تشارلى إبدو فى فرنسا واعتبرت أن ما تواجهه فرنسا هو نوع من الإرهاب الصريح، وأن من حق الحكومة الفرنسية مواجهة العنف الذى تتعرض له بكل السبل الممكنة، دون أن تتطرق أبدا إلى استخدام السلطات الفرنسية للعنف المفرط مع المتهمين بالإرهاب، تشن المنظمة حملة مغرضة تجاه الأوضاع فى مصر، فهى تتجاهل العمليات الإرهاببية التى يرتكبها الإرهابيون الإخوان كل يوم، وتصفهم بالمعارضة السياسية، فيما تشن هجوما سافرا على الحكومة المصرية وتتهمها بالاستخدام المفرط للقوة ضد المعارضين.
هذه الازدواجية السافرة فى التعامل مع ملف الإرهاب، كانت فى مقدمة الانتقادات التى تضمنها الخطاب الذى وجهته الشخصيات المائة للمنظمة الحقوقية، كما تضمن الخطاب تغاضى المنظمة عن التجاوزات العنصرية البغيضة فى الولايات المتحدة، ومنها جريمة قتل الشرطيين السود أو مقتل أسرة مسلمة على أيدى متعصب عنصرى فى كارولينا الشمالية، دون أن تسجل المنظمة تصاعد معدل جرائم الكراهية أو الجرائم المرتبطة بالتمييز العنصرى فى الولايات المتحدة.
الفرصة الآن مواتية لمواجهة هذه المنظمة المسمومة والمنحازة والتى تمثل طليعة الحرب الناعمة ضد مصر، والحل فى إعلان مقاطعتها بشكل كامل وفرض عقوبات على أى منظمة تتعامل معها أو تتلقى تمويلا منها أو تمدها بمعلومات، على أن يتم التنسيق عربيا مع الدول الصديقة والحليفة لمصر حتى تكون المقاطعة عربية وموجعة أكثر، وحتى تعرف الإدارة الأمريكية أن اعتداءاتها الإعلامية والاستخباراتية يمكن أيضا الرد عليها ومواجهتها بحسم.