آخر لقب لـ«سيدة مصر الأولى» حصلت عليه السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات.. وكان ظهورها فى وسائل الإعلام وفى المناسبات والاحتفالات وممارسة النشاطات الاجتماعية والثقافية شيئا لم يعتاده المصريون ولم يألفوه فى زمن زوجة سلفه الرئيس جمال عبد الناصر، السيدة الفاضلة تحية كاظم.
اللقب فى الأصل بروتوكول أمريكى حيث جرى العرف دائما على أن زوجة الرئيس يجب أن تجاوره فى المحافل الدولية إلى جانب قيامها بالعديد من النشاطات الاجتماعية والثقافية.
لذلك كل من عاش وتعلم فى أمريكا أو أبدى إعجابه وانبهاره بالنموذج الأمريكى كأسلوب حياة تبدو لديه ثمالة انغماس قرينته فى العمل الاجتماعى والثقافى وربما السياسى أمر اعتياديا ومألوفا..والرئيس السادات رحمه الله لم ينبهر فقط بالنموذج الأمريكى بل غاص كأسلوب حياة وسياسة أيضا.
من هنا نستطيع أن نتفهم أيضا استمرار هذا التقليد مع محافظ الإسكندرية الجديد الدكتور هانى المسيرى ومصاحبة زوجته له فى عدة مناسبات وظهورها فى صور رسمية لتحصل وبسرعة فائقة على لقب» سيدة الإسكندرية الأولى» رغم أنها قاهرية وتنتمى لحى المعادى.
فالسيد المحافظ بوسامته وصوره الجاذبة ينتمى وجدانيا وعلميا وعمليا «للاستايل الأمريكى» فهو حاصل على بكالوريوس إدارة العمال من جامعة كاليفورنيا.
والماجستير فى إدارة الأعمال من جامعة الإسكندرية، بالتعاون مع كلية جورج واشنطن، وأكمل برنامج كلية كيلوج فى إدارة الأعمال بجامعة شيكاغو الأمريكية. وعمل ضمن مناصبه العديدة فى بنك أوف أمريكا، ولديه اهتمام خاص بأنشطة المجتمع المدنى خاصة فى مجال البيئة.
ولذلك فظهور زوجته السيدة أميرة أبوطالب إلى جواره فى حوالى 4 مناسبات رسمية وشبه رسمية وأخيرا زيارتها التى أثارت أزمة «سيدة الإسكندرية الأولى» إلى قصر ثقافة الشاطبى، ليس مستغربا لدى السيد المحافظ، وليس ذنبه أن يستفز ظهورها كثير من المصريين الذين ودعوا «لقب السيدة الأولى» للابد بعد جيهان وسوزان بعد أن تحول ظهورهما الناعم فى البدايات إلى ما يشبه دور سياسى بمراسم رئاسية ونفوذ يجاوز طبيعة اللقب الشرفى.
ومع كامل اتفاقنا مع محافظ الإسكندرية فى دفاعه عن زوجته ونشاطها الاجتماعى لكن هذا ليس مبررا وميزة فى الحضور والتواجد والظهور الإعلامى فى المجتمع السكندرى واستفزاز وإثارة غضب الشعب الذى عانى الأمرين من «سيدة مصر الأولى»، كما أن الدكتور أميرة أبو طالب لها نشاطها الرئيسى فى القاهرة كرئيسة جمعية رواد البئية بالمعادى، ولها نشاطها المشهود له فى تجميل الحى وتشجيره. فإما أن تستمر فى المعادى أو أن تحافظ على دورها كزوجة فقط لمحافظ الإسكندرية لحين العودة للقاهرة.