مارينا فارس تكتب: حكاية بومة

الجمعة، 06 مارس 2015 10:04 م
مارينا فارس تكتب:  حكاية بومة بومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف جيدًا أى انطباع رسم على وجهك حين قرأت اسمى.. "بومة".. لكن ما ذنبى أنا فى أفكاركم أيها البشر المتشائمون دائمًا، لكن بمجرد رؤيتى تعلقون عبوسكم فى رقبتى أنا! تجعلوننى مبررًا لعناد حظكم ومشجب لأخطائكم الصغيرة.. لذا أنا أهرب الى أماكن خالية من أفكار البشر.. أسكن الأشجار العالية أو الكهوف بين الصخور.. أفضل أن أختبئ فى لون الليل الأنيق.. المهم أن أنجو من نظراتكم.

أنا لى لون القهوة الساحرة وعيون واسعة مستديرة تخبئ الحكمة فى داخلها ورأس يدور فى كل الاتجاهات كل التقط كل الأصوات.. لى ريش ناعم الأطراف كى لا يحدث صوت أثناء الطيران.. أى قبح تلقونه على عاتقى؟! أظل أردد أغنيتى وأرفع صلواتى لله الذى لم يخلق شيئا قبيحا.. أنا لا أحقد على الطاووس الملون، ولا أغار من مرح العصافير الصغيرة ولا قصة الكروان التى يكررها كل مساء.. البشر هم من اخترعوا الكره والقبح.. أما أنا سأظل أغنى أغنيتى ببساطة لأنى أحب أن أغنى، حتى لو وجدتونى مزعجة وصوتى بشعا.

أنتم تصنعون الشبح بأفكاركم الباهتة لتخافوه فى اليوم التالى.. أنتم من وضعنى فى الأساطير.. لماذا تثير أغنيتى شجونكم وتذكركم بالخراب! من يصنع الخراب سواكم؟! من يشعل الحروب ويريق الدماء؟!

أعترف أنى طائر كسول بعض الشىء.. فأنا لست كالعصافير النشيطة أمضى نصف عمرى أصنع أعشاشًا منمقة، بل أسكن الأعشاش المهجورة أو تجاويف الأشجار الطيبة.. لكنى أدافع عن عشى وأرعى صغارى إلى أن يكبروا وأعلمهم الطيران.. والأهم أن أوصيهم بالابتعاد عن البشر العابسين.

ليتنى أستطيع الصمود والمواجهة لكنى أفضل الهروب والاختباء.. يؤسفنى أن أخبركم أننى بومة متشائمة.. إنى أتشاءم منكم أيها البشر !!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة