رغم صداقتى بالمحافظ السابق العالم الدكتور على عبدالرحمن وإشادتى المتكررة بتواضعه ودماثة أخلاقه لكنى كنت أنتقده بشراسة لانهيار الخدمات والأداء العام لمحافظة الجيزة، ومنذ عدة أشهر قلت لوزير الحكم المحلى د. عادل لبيب إن هناك محافظين انتهت صلاحيتهم من طول بقائهم فى المنصب ولم يعد لديهم مجرد الطاقة للعمل وأشرت لعدد من المحافظين منهم محافظ الجيزة، وقتها لم يبدُ من الوزير أى رد فعل كالعادة وبصراحة أردت أن أقول نفس عبارة انتهاء الصلاحية للوزير نفسه لأنها تنطبق عليه وهو ما ينطبق أيضاً على العديد من وزراء حكومة المهندس إبراهيم محلب وهذا ليس موضوعنا الآن لكن ما أريد التركيز عليه هو محافظ الجيزة الجديد د.خالد زكريا العادلى والغريب أنه أستاذ عمارة مثل المحافظ السابق وتولى منصب وكيل كلية التخطيط الإقليمى وربما يكون هذا أول منصب تنفيذى يتولاه فهل سينجح أم سيكون مثل سلفه الذى توالت الانهيارات فى عهده وتمدد وتوحش القبح فى كل ركن من أركان أقدم إقليم مصرى عبر التاريخ إن لم يكن الأقدم على وجه الأرض.
الجيزة هى مدينة «منف» القديمة التى عرفت عصر الأسرات الأولى وبناة الأهرامات منذ هرم زوسر حتى هرم خوفو الذى يقول عنه سليم حسن إنه ليس مجرد هرم بل تم تأسيس المدينة حوله وتقسيم الشوارع وإدارات الحكم المحلى فى أول دولة فى العالم عبر الأسرة الرابعة دولة عتيقة ومنظمة عرفتها الأسرة الرابعة واستمرت منف «الجيزة حالياً» منبع الحضارة والتنوير للعالم أجمع حتى تم نقل العاصمة لــطيبة فى الدولة الوسطى الفرعونية.
انظر الآن ماذا حدث للجيزة وأنت تعلم وترى بأم عينك وعلى سبيل المثال منطقة الأهرامات التى تحولت لخرابة ورائحتها تفزعك منذ مدخلها برائحة الخيول والحمير والجمال وبلطجية يحاصرونك ويجعلونك تلعن اللحظة التى قررت فيها زيارة الأهرمات خصوصاً إذا كنت فى صحبة زائر أجنبى عاش حلم معانقة التاريخ فتحول الحلم لواقع كابوس مع أحفاد الفراعنة، ثم انظر لشوارع أرقى منطق المحافظة والاختناق المرورى فى رحلة عذاب يومية وتراكم القمامة فى كل مكان ثم انظر لعشوائيات المحافظة وانعدام الحياة الآدمية لسكانها، الجيزة هى ثانى أكبر محافظة من حيث عدد السكان فى مصر وكان أولى بالمحافظ الجديد أن يعقد مؤتمراً صحفياً ليوضح لنا ماذا ينوى أن يفعل مع ملفات مشاكلها المتراكمة منذ سنوات، وهل يعلم أن موظفى الإخوان منتشرون فى أروقة محليات الجيزة أم لا وأن بعضهم يدعمون التخريب فى خدمات المحافظة أم لا؟ وقد كتبت الأسبوع الماضى عن واقعة تدمير موظف كبير فى كرداسة لأفيش ضخم على المحور وكاد أن يتسبب فى كارثة مريعة وأصدرت غرفة صناعة الإعلان بياناً بالواقعة وحاولوا الاتصال بالمحافظ ومقابلته ولم يرد عليهم سيادته واضطرت الأهرام لعمل جنحة ضد المحافظ، ويقينى أنه لا يعلم شيئاً وربما لا يقرأ الصحف والأخبار المتعلقة بمحافظته أننى أخشى أن يتحول العالم الدكتور المتخصص فى العمارة لباشكاتب روتينى بدرجة محافظ فهل هناك «قمارة» تكسر هذا النمط الذى عانينا منه فى عهد مبارك؟.. ألو يا محافظ الجيزة..!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
آسفين يا محافظى الجيزه والاسكندريه { السابقين }**
*
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
آسفين يا محافظى الجيزه والاسكندريه { السابقين }**
*
عدد الردود 0
بواسطة:
على ماهر
البيه المحافظ