كالعادة.. أعلن عن تعديل وزارى بشكل مفاجئ، ولم يقل لنا أحد لماذا أقيل فلان، ولماذا أتوا بعلان؟ ولكن يبدو أن هذا قدر مصر فى كل العصور، فالسرية هى العنوان الدائم، وعدم الشفافية لافتة ترفعها كل الحكومات!
أغرب ما فى هذا التعديل والأكثر إثارة للجدل يتمثل فيما حدث فى وزارة الثقافة، إذ تمت الإطاحة بالدكتور جابر عصفور، وجىء بوزير لا يعرفه أحد، بعد أن جرى استدعاؤه من خارج مصر!
ملعونة وزارة الثقافة، فإما أن يتولى أمرها وزير يستمر فى منصبه 23 سنة شهدت فيها مصر عملية منظمة لتدمير العقل المصرى من خلال تمدد الأفكار المتخلفة وانتشار الجماعات الإرهابية، وإما يتولى أمرها ست وزراء فى أربع سنوات فقط، الأمر الذى يؤكد أن الدولة لا تعرف قيمة الثقافة، ولا تدرك أهميتها القصوى، لأنها تركت واحدًا يديرها لمدة ربع قرن، وبدلت ستة فى أقل من خمس سنوات!
ترى هل أقالت الحكومة الدكتور جابر لأنه تصدى لبعض الشيوخ المتشددين فى الأزهر الشريف؟ هل تحاول هذه الحكومة إرضاء أصحاب التيار المتشدد، فأزاحت الرجل الذى تجرأ وأعلن عن رأيه الداعم لحرية الفكر والإبداع، والذى يخالف رأى حفنة من المشايخ مازالت تعيش فى العصور الوسطى؟ هل نحن أمام «ردة» ثقافية متوقعة، لأن الوزير الجديد يعمل أستاذا للتاريخ بجامعة الأزهر؟
أسئلة مشروعة.. أليس كذلك؟ لكن الغريب ألا أحد يعرف الوزير الجديد الدكتور عبد الواحد النبوى لا فى أوساط المثقفين والمبدعين، ولا فى أجواء الرأى العام، ومع ذلك لم تجد حكومة محلب أية غضاضة فى وضعه على رأس وزارة ينبغى عليها الارتقاء بالوعى الجمعى للمصريين والارتقاء بالذوق العام، فى ظل شيوع الأفكار التى تخاصم العصر، وانخفاض معدلات الذوق العام إلى مستوى مؤسف!
أغلب الظن أن الوزير الجديد سيجد صعوبة فى ممارسة مهام عمله وإثبات جدارته بالمنصب المرموق إلا إذا.. سعى - وبسرعة - إلى إصدار خطته للنهوض بالعمل الثقافى فى مصر، من ناحية، والقضاء على الفساد المستشرى فى أجهزة الوزارة من ناحية أخرى!
معالى الوزير الجديد.. من فضلك.. قل لنا: من أنت؟