ناصر عراق

«الحتة الناقصة».. مكتملة جدا يا ناهد!

الأربعاء، 01 أبريل 2015 03:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكاتبة الصحفية ناهد صلاح تمتاز بحضور قوى فى ساحة النقد السينمائى، فلها أكثر من كتاب عن بعض نجومنا، فعن (حسين صدقى) أصدرت كتابًا بالغ الأهمية على هامش مهرجان القاهرة السينمائى الأخير، تناولت فيه بالبحث والدراسة نشأة الرجل وحياته ودوره الرائد فى تاريخنا، أما النجم سمير صبرى فقد أصدرت عنه كتابا بالتزامن مع معرض مكتبة الإسكندرية الأخير، وقد شاهدت رد الفعل الطيب من قبل النجم والجمهور على هذا الكتاب.

اليوم تصدر ناهد كتابًا آخر تحت عنوان (الحتة الناقصة.. حكايات افتراضية)، ومن خلال الاطلاع على فحوى الكتاب تكتشف أنك أمام قاصة بارعة تستلهم من تراث الجدات والأمهات حكايات وطرائف وتعيد صياغتها فى قالب فنى آسر وجذاب.

لا تتبع ناهد النمط السائد فى السرد، بل تجرى خلف مشاعرها، فتدونها بحرية مطلقة، وقد امتلكت ناصية اللغة، فالعبارات تشع ببريق أخاذ، والحكايات تتأرجح بين الحنين لماضٍ عامر، والامتعاض من حاضر قاسٍ، ودليلها الأساسى فى تلك الحكايات ينهض على معرفة عميقة بتاريخنا، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الغرامية المشبوبة.. الغامضة.. المنسية، ولا تنس أن تطعّم هذه الحكايات بمقاطع من أغنيات لعبدالحليم وفيروز ومحمد طه، حيث تتخلل علاقة حديثة بين باهر وناجية المشاهد التاريخية إذا جاز القول.
تكتب ناهد سبع حكايات، وتطلق على كل واحدة اسمًا خاصا مثل: (المغنواتى.. حسن ونعيمة دخلوا السيما.. ستى/ سى عبده.. يا اللى تروم الوصال وتحسبه ساهل.. أمى/ زليخة ويوسف.. نحن نقص عليك أحسن القصص.. ليلى.. وهكذا).

خذ هذه الفقرة لتعرف رشاقة الأسلوب: (.. وفى البيت القديم كان جدى يعود كل مساء، وبعد صلاة العشاء نلتف نحن أحفاده حوله يحكى لنا حكاياته المثيرة والمضحكة عن الجن والعفاريت، وعن لصوص امتلكوا قلب ذئب وخفة عفريت. كانت جدتى تستمع ولا تكف عن الضحك وهى تعد أكواب الشاى وفطيرة الذرة أو الرز المعمر باللبن والسكر)، ثم نجلس وأنام أنا على ساقيها بينما تمشط لى شعرى بأصابعها).
هكذا إذن.. تمجد العلاقات الإنسانية.. وتفضح تخلفنا، ودليلها الثابت دوما.. الاحتفال بالحب.
لا يا ناهد.. «الحتة الناقصة».. مكتملة جدًا!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة