«ده فيلم هندى».. عبارة يستخدمها البعض للتعبير عن الأحداث التى تفتقد المنطق، وتحتوى الكثير من الخيال.. أميتاب باتشان الذى يزور مصر حاليًا هو أشهر من قدم مئات الأفلام الدائرية، أكشن ورومانسية وكوميديا، مشوقة يصعب معرفة أولها من آخرها، مع أن واقع الهند نفسه يفوق الخيال.
شبه القارة التى يسكنها أكثر من مليار نسمة، تعدد دينى وعرقى، حصلت على استقلالها من الإمبراطورية البريطانية بعد الحرب الثانية، وكفاح المهاتما غاندى ودعوته للمقاومة باللاعنف، 28 ولاية و7 أقاليم اتحادية، ونظام برلمانى ديمقراطى، الهندوسية هى الديانة الغالبة بنسبة 80%، وبعدها المسلمون والمسيحيون، والسيخ نفسها تتوزع إلى ملل ونحل.
والمهاتما غاندى نفسه ضحية الطائفية، بعد تقسيم الهند سادت الاضطرابات الدينية، تصاعد التوتر بين الهند وباكستان بشأن كشمير، دعا غاندى الأكثرية الهندوسية لاحترام حقوق الأقلية المسلمة، وفى 30 يناير 1948 أطلق هندوسى متعصب الرصاص على غاندى فقتله.
استقلت الهند وانفصلت باكستان عنها عام 1947، وتولى زعامتها جواهر لال نهرو حتى وفاته عام 1964، وهو من مؤسسى حركة عدم الانحياز مع جمال عبد الناصر وتيتو، تتلمذ على يد غاندى سياسيًا ودينيًا، وكان يؤمن بالاشتراكية والديمقراطية، ولم يكن متعصبًا للهندوسية، نقل الهند من اقتصاد المستعمرات إلى التصنيع والطاقة النووية، ووضع أساس التعايش فى بلد متعدد الأعراق والعقائد.
بعد رحيل نهرو تولت ابنته الوحيدة أنديرا رئاسة حزب المؤتمر، ورئاسة الوزراء ثلاث فترات متتالية منذ عام 1966 حتى 1977، ورابعة عام 1980، ترأست عدم الانحياز، وأصبحت الهند بقيادتها بلدًا قويًا متطورًا، امتلكت القنبلة النووية والتصنيع، وسعت لمواجهة الفقر والانفجار السكانى، واهتمت بالتعليم، وفى عام 1971 غزت باكستان الشرقية لتقوم «بنجلاديش».
وبسبب خلاف بينها وبين زعيم السيخ الروحى سانت جارنيل سينغ نويل، اعتصم زعيم السيخ وأتباعه فى المعبد الذهبى فى مدينة أمريتسار المقدسة، وأمرت أنديرا باقتحام المعبد.. سقط مئات القتلى، منهم زعيم السيخ، واعتقل بعضهم.
فى أكتوبر 1984 خلال خروجها من منزلها، أطلق عليها اثنان من حراسها السيخ أكثر من 30 رصاصة.. بعد مقتلها خلفها ابنها راجيف حتى عام 1989، وفى عام 1991 فجرت فتاة تنتمى لنمور التاميل نفسها فى راجيف بحزام ناسف.
رفضت سونيا زوجة راجيف الإيطالية خلافة زوجها، وتعد ابنها ليعيد سلالة غاندى للسياسة.
نجحت الهند فى خفض الفقر، وتحقيق نسبة نمو عالية فى تكنولوجيا المعلومات والتصنيع، وماتزال تقدم فيلمًا هنديًا واقعيًا لم يقدمه أميتاب باتشان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لا تحاول المقارنه بين الهند ومصر فلن تجنى الا الاندهاش والصداع والتعجب
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
نفسنا فى فيلم هندى يوقظ النايمبن والتائهين ويعيد ضمير مافيا على بابا
بدون