البيان الختامى للقمة العربية بشرم الشيخ نص، ضمن نقاط إيجابية عديدة، على نقطة فى غاية الأهمية لو تحققت وحدها لجنبت الدول العربية كثيرا مما تلاقيه من مخاطر وكوارث، هذه النقطة التى تشبه القسم جاءت على النحو التالى: «نتعهد بأن نبذل كل جهد ممكن وأن نقف صفا واحدا حائلا دون بلوغ بعض الأطراف الخارجية مآربها فى تأجيج نار الفتنة والفرقة والانقسام فى بعض الدول العربية على أسس جغرافية أو مذهبية أو دينية أو عرقية، حفاظا على تماسك كيان كل دولة عربية وحماية أراضيها واستقلالها ووحدة ترابها وسلامة حدودها والعيش المشترك بين مواطنيها».
هل يمكن القول إذن إن قمة شرم الشيخ تمثل فاصلا بين عهدين أو عصرين مختلفين، وإن الأطراف العربية التى كانت تقوم بمهمة سماسرة الحروب وصناع الفتن فى سوريا وليبيا ومصر والعراق واليمن بالتنسيق مع أطراف دولية وإقليمية طامعة، ستتوقف عن الدور الذى تلعبه بعد توقيعها على البيان الختامى للقمة؟ هل يمكن أن تتوقف قطر مثلا عن تقديم المال والسلاح للميليشيات المتطرفة فى ليبيا، فى الوقت الذى تطالب فيه بالحل السلمى وضرورة جلوس جميع الميليشيات والمقاتلين مع الحكومة الشرعية على طاولة المفاوضات؟
هل يمكن أن تتوقف الدول العربية الداعمة للمرتزقة المقاتلين فى سوريا عن تمويلهم وتدريبهم وإمدادهم بالسلاح عبر الوسيط التركى؟ وهل يمكن أن تتخذ هذه الخطوة فقط حتى يستطيع ملايين اللاجئين السوريين العودة إلى أراضيهم والعمل على بناء ما تهدم واحترق فى الحرب الدموية المشبوهة؟
وهل يمكن أن تتوقف الأطراف العربية الداعمة للمتطرفين والتى توفر ملاذا آمنا للإرهابيين أن تتوقف عما تفعل وأن تلتزم مثلا بتسليم الإرهابيين والمطلوبين للعدالة بحسب نشرات الإنتربول الدولى إلى مصر؟
نعرف جميعا أن الإجابات على جميع الأسئلة السابقة بالنفى، وأن الأطراف العربية التى ارتضت أن تكون مخلبًا للقط الأمريكى أو حتى تنافس تركيا فى لعب دور السمسار المتربح وصاحب الحيثية بالمنطقة، هى الأخطر على الدول العربية الكبرى المراد تقسيمها وإنهاكها وتفتيتها، العراق وسوريا ومصر والسعودية والسودان والجزائر، وأن المخطط الجهنمى المراد للمنطقة يحتاج أكثر من عاصفة للحزم، حتى يتم القضاء على المخاطر، وأن الحوثيين وأشباههم ليسوا فقط بخليج عدن ومحيط باب المندب، وإنما على سواحل الخليج العربى الذى يراد له أن يكون فارسيا بالقوة.