النصب والسرقة ولعبة الثلاث ورقات آفة إنسانية ليس لها ارتباط بزمان أو مكان، فالنصابون واللصوص موجودون منذ بدء الخليقة وعلى كل لون وشكل، ولا يستطيع إنسان أن يدعى أنه دائماً وأبداً مهما امتلك من ذكاء أو فطنة لا يمكن أن يقع فى براثن حالة من حالات النصب، فكل البشر عرضة للنصب والسرقة وليس هناك من فطنة كافية أو ذكاء كاف يحمى الناس حتى النصابين أنفسهم من الوقوع فى فخ، إذاً فبداية، خد بال حضرتك، أنا لا أنفى عن العالمين وجود النصاب والمنصوب عليه فى كل العالم. ولكن حين يكون الفخ متكررا وبنفس الصيغة وبنفس المواصفات واللون والطعم ويقع فيه الإنسان مرة تلو أخرى نفس الوقعة، تبقى أنت أكيد فى مصر. منذ عقود ومازال بعض شهود واقعة النصب الكبرى فى مصر أحياء يرزقون وكان أبطالها أسماء مثل الريان والسعد وغيرهما من الذين جمعوا فلوس الشعب أغنيائهم وفقرائهم، عوامهم ومسؤوليهم فى حالة من الفساد السياسى والاقتصادى، فى أكبر عملية نصب جماعية تعرضت لها بلد، وانتهى الأمر نهاية مأساوية كارثية ففُضح من فُضح من مسؤولين وتشردت أسر وذُلت رقاب، وخربت بيوت، وكان عذر الجمع المنصوب عليه أنها عملية نصب جديدة من نوعها وشارك فى ترويجها مسؤولون ورجال دين باسم الإسلام والتقوى والبعد عن الشبهات فى الربى وغيرها من الأسباب التى جعلتها كما يقال عند العامة عملية نظيفة مية فى المية، ولكن أن تتكرر مثل هذه النصباية بنفس تفاصيلها وملامحها الرئيسية وهى أن شخصا يجمع فلوسا من مجموعات مختلفة متفاوتة فى فترة متقاربة وبمبالغ تصل لملايين ومليارات كما هو الحال مع الأخ المستريح ويعدهم بالنعيم وثروة قارون حتى دون أن يكلف خاطره ويرهق نفسه بالتدثر بمسؤولين أو دين كما فعل النصابون السابقون يبقى أنت أكيد فى مصر!
المستريح وضحاياه ليس استثناء بعد سنوات من نسيان حكاية الريان والشريف ولكنه الحالة الأحدث، ولكن لو تابع الناس أخبار الجريمة فى صفحات الحوادث كل يوم سيجد عشرات الحكايات المماثلة فى منطقة عين شمس وفى المطرية وفى قنا وفى كفر الشيخ أى أن الأمر متكرر بطول البلاد وعرضها وتتساءل حضرتك أيها القارئ عن مثل هذه الجرائم، هى الناس دى مش بتتعلم؟! وأرد على حضرتك لا الناس مش بتتعلم، والأكثر مدعاة للغيظ من الشعب سواء منصوب عليهم أو نصابون أننا فقدنا حتى الابتكار فى النصب، فالمنصوب عليهم لا يتعلمون من سابقين، والنصابون لا يكلفون خاطرهم فى ابتكار أساليب جديدة فى النصب بل يقلون فى الابتكار عن سابقيهم، أى بصحيح العبارة ودون مواربة، إن حتى الخيبة العامة طالت عمليات النصب.
ولكى أدلل وأؤكد على ما ذهبت إليه ولا أُتهم بأنى أتجنى على الشعب المصرى بكل طوائفه وأناصبه العداء وأتهمه بما ليس فيه وهو الغفلة وقلة بل عدم الابتكار فهناك عشرات الأمثلة التى من الممكن رصدها لهذه الظاهرة ولكنى سأكتفى برصد ظاهرة أخرى غير ظاهرة نصباية توظيف الأموال، وهى ظاهرة الهجرة فى مراكب الموت التى يفسرها الغالبية بأنها هروب من بلد فاشل طارد لشبابه قاتل للأمل وكلها أمور لا أنفيها ولكن حتى هؤلاء الهاربين هم من ظواهر الخيبة فهم يبيعون قيراطين أرضا يملكونهما ويعطون الأموال لسمسار بشر رغم أنهم يعرفون أنه نصب وقتل قبلهم من يعرفونهم من نفس البلدة دون أن تطرف لهم عين، بل إن هناك حالات كثيرة يواجه فيها الهارب ذاته الموت ثم يعود ليبيع مصاغ أمه أو زوجته بعد فلوس القيراطين التى طارت ويعود ليعطيها لنفس الشخص الذى سبق ونصب عليه وكاد أن يتسبب فى موته. آه يا شعب يموت فى المستريح.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بحسبه بسيطه يمكنك معرفة المستريح من غير المستريح والقانون لا يحمى المغفلين والنايمين
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الوعى والقانون يهزمان اى مستريح
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الطير الحزين
احنا شعب غلبان
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
القناعه كنز لا يفنى - انا مرتاح كده .. انا مبسوط كده
بدون