التسبيح لله والصلاة على رسوله

الاجتهاد مشروع إذا لم يصبه نص شرعى قاطع.. هكذا علق من أحترم رأيه على مقالى السابق عن هذا الذى يحاول محو التراث الإسلامى، ولم أقل إن الاجتهاد ممنوع، ولكن له شروطه التى لابد للمجتهد أن يلتزم بها، حتى يكون له أجر إذا أخطأ وأجران إذا أصاب، وهذا ما يعرفه من كتب هذا التعليق، والذى قصدته أنه لا اجتهاد مع وجود نص شرعى قاطع.

فما لا يعرفه الذى يحاول هدم تراث الأقدمين، أن التسبيح لله وتوقيره حين يرد ذكره عز وجل، مأمور به فى القرآن الكريم، الذى يتلعثم ذلك المدعى عندما يضطر لقراءة بعض آياته، وذلك فى قوله تعالى فى سورة الفتح: (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا)، فالتسبيح لله وإجلاله مطلوب من الذين آمنوا ويجب عليهم طاعة الله فى ذلك، وعدم التهاون فى أمر من أوامره، وليس الأمر محل اجتهاد، بل محل طاعة أو عصيان.

كما أن الصلاة على النبى عندما يرد ذكره مأمور بها بالتشديد فى القرآن الكريم أيضا فى قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)، كما أن من لا يصلى عليه عندما يرد ذكره صلوات الله وتسليمه عليه، من أشد الناس بخلا لأنه يبخل على نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم فى عدد من الأحاديث، منها قوله (من صلى علىّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا)، وحديث ( أتدرون من البخيل؟).

وقد قال علماؤنا الذين يسفه هذا الدعىّ آراءهم، إن من لا يوقر الله ولا يصلى على نبيه عليه الصلاة والسلام، هو مسىء لأدبه مع الله وناقص الإيمان وبخيل على نفسه، وهى صفات لا يحب الاتصاف بها مسلم من عوام الناس، فما بالك بمن ينصب نفسه داعية للإسلام أو باحثا فى علومه.

لقد تابعت البرنامج الذى يقدمه هذا المدعى فترة من الزمن، لم أراه يبدأ أيا من حلقاته بالبسملة، ولم يقرأ آية من القرآن الكريم من غير النظر إليها فى ورقة أمامه، بل إنه أخطأ فى تلاوة بعض الآيات وتلعثم فى بعضها، ولم يصل على النبى صلى الله عليه وسلم مرة طوال فترة تقديمه لهذا البرنامج المشين.