أنت تحب شفيق، وهو يحب شفيق، وكثير من الأطفال يحبون شفيق، ولكن أى «شفيق» فيهم؟!، فى حياة المصريين أكثر من «شفيق» وكل واحد منهم يسكن مربعا مثيرا للجدل، والتفكير، والضحك أحيانا، الأول منهم «شفيق» الذى بحث المصريون عن سره كثيرا فوق خشبات المسارح، والثانى شفيق الذى يفرح الأطفال برؤيته، والثالث «شفيق» الذى يستخدم أنصاره كل الألفاظ سيئة السمعة للرد على منتقديه، تحت شعار كيف تنتقد رجلا محترما؟! لتبدو المفارقة مضحكة لرجل وأنصاره يرفعون شعار الاحترام، بينما يستخدمون أساليب «خناقات الحارات» فى التعامل مع منتقديهم.
- أول شفيق فى حياة المصريين، لم يحظ أحد برؤية وجهه أو معرفة ملامحه، هو فى الأصل «إفيه» يخص الفنان المسرحى محمد نجم، فى 1980 وأثناء عرض مسرحية «عش المجانين» أطلق نجم فى وجه حسن عابدين عبارة ارتجالية قال فيها «شفيق ياراجل» ومن بعدها ارتبط اسم شفيق بلغة الإفيه والضحك.
- شفيق الثانى هو تلك الشخصية الكرتونية التى ترافق كارتون الأطفال الشهير «سبونج بوب»، شفيق هنا هو جار سبونج بوب وبسيط، يعيش فى منزل على شكل رأس كبير، ويعمل «كشير» فى محلات سلطع برجر، ولكنه يكره «سبونج بوب»، ويثير ضحكات الأطفال لأنه دائم تدليل نفسه والتفاخر بمواهب لا يملكها.
- شفيق الثالث فى حياة المصريين يحمل بعضاً من حظ الأول وصفات الثانى، شخصية سياسية من نجوم المجتمع المصرى، اتخذ فى الفترة الأخيرة عدة أشكال، الأول وزيرا للطيران المدنى فى عهد المخلوع حسنى مبارك، يتعامل معه أنصاره بصفته محمد على مؤسس مصر الحديثة لمجرد أنه جدد مطار القاهرة، دون أن يتكرم أحدهم ويقارن بين هذا المطار وباقى مطارات دول المنطقة على الأقل، ومع ذلك تعرض لعدد من الاتهامات فى قضايا فساد تخص عمليات بناء المطار.
هو نفسه شفيق الذى أصبح رئيسا للوزراء ولم يتحمله الشعب المصرى لأكثر من شهور فشل خلالها فى تقديم أى شىء، واضطرت الدولة لعزله بناء على رغبات المتظاهرين فى الشوارع، وخرج من الوزارة دون أن يذكر له أحد إنجازا واحدا.
هو نفسه شفيق الذى يراه أنصاره سياسيا مخضرما وقادرا على إدارة شؤون الدولة رغم أنه فشل فى مواجهة أديب وكاتب على الهواء مباشرة وخرج من برنامج يسرى فودة بعد مواجهة علاء الأسوانى وهو يجر أذيال الخيبة، بعدما ظهر أمام الناس كسياسى قليل الحيلة لا يملك القدرة على المواجهة.
هو نفسه شفيق الذى اتخذ فيما بعد شكل المرشح الرئاسى، ودخل فى منافسة مع محمد مرسى المرشح الخاص بجماعة يكرهها المصريون ومع ذلك فشل فى تخطى مرسى والتفوق عليه.
هو نفسه شفيق الذى يراه أنصاره بطلا وسياسيا فخما، ومع ذلك اتخذ قرارا بالهروب خارج مصر فى وقت فضل فيه الرجال السير فى شوارعها لمواجهة ظلم وطغيان الإخوان، وخرج شفيق من القاهرة وهو يخجل أن يخبر أهله أنه هارب، تحت مظلة ادعاء كوميدى أنه سافر لأداء العمرة، ليسجل باسمه فى التاريخ أنه الرجل الذى أدى أطول عمرة فى تاريخ الإسلام وفى أرض لم يخبرنا كتاب مقدس أن العمرة بها واجبة أو جائزة.