الشدائد تظهر الرجال، وظهر جليا معدن المصريين الذين أثبتوا أنهم السند الوحيد الداعم للأشقاء، فى الوقت الذى تخلت فيه تركيا وباكستان علانية عن دعم المملكة العربية السعودية التى وقفت بجوارهما ودعمت اقتصادهما من خلال ضخ مشروعات استثمارية، أضعاف أضعاف المشروعات الاستثمارية فى مصر.
الأفعال أعلى صوتا من الأقوال، ظهر جليا عندما قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى، «مسافة السكة»، وأثبتها وبرهنها عمليا، فى حين وجدنا معتوه إسطنبول رجب طيب أردوغان يلحس تصريحاته فى أقل من ساعات، ما بين تأييده لعملية عاصفة الحزم، وموافقته على المشاركة، أقوالا، وبين تراجعه، أفعالا، بل وذهب إلى طهران فى زيارة مغازلة للإيرانيين، ورسالة سلبية للعواصم الخليجية وفى القلب منها الرياض، وأبوظبى، والكويت.
وعلى نفس النهج التركى، سارت باكستان، ورفض البرلمان مشاركة بلاده فى «عاصفة الحزم»، وهو الرفض الذى يعد بمثابة الخنجر المسموم فى ظهر الرياض، ولم تتوقع أن باكستان، ستتخلى عنها فى أول حرب حقيقية تقودها المملكة، فى اختبار حقيقى وعملى على الأرض للرياض، ولابد من حسمه مهما كانت التكلفة، لأن أى سيناريو آخر سيكون نتائجه سيئة، على الوضع فى الخليج.
مصر ستظل الحصن الوحيد للأشقاء، الحامى من المخاطر، ودون حسابات، أو انتظار مقابل، وقناعة شعبها قبل حكامها، بأن الجيش المصرى عقيدته ليس الدفاع عن الأمن القومى المصرى فقط ، ولكن عقيدته الدفاع عن الأمن القومى العربى.
مسافة السكة، وتحيا الأمة العربية، مصطلحات صكها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، وترجمها فعلا على الأرض، فى أقوى رسالة له منذ وصوله للحكم، ووفاء لوعوده، فى الوقت الذى ملأ فيه مهبول إسطنبول أردوغان، الدنيا ضجيجا بتصريحات عنترية، وعند لحظة التنفيذ، تبخرت الوعود، بل وذهب بأقدامه إلى إيران فى زيارة تعكس بقوة الفجوة الكبيرة بين الأفعال والأقوال.
حجم الاستثمارات السعودية فى تركيا، أرقاما فلكية، وبمقارنتها مع حجم استثماراتها فى القاهرة تعد «فتاتا»، ما يؤكد الفارق الشاسع بين دعم ومساندة مصر لأشقائها من الباب الواسع لشرايين الدم، وليس عبر أبواب شرايين المال.
وما قاله أحد المؤثرين فى بوصلة اتجاه القرار فى دولة الإمارات عن مصر وباكستان وتركيا وموقفها من عاصفة الحزم، يؤكد حجم الصدمة للأشقاء فى الخليج، حيث قال نصا: «باكستان غيرت موقفها، ألم أقل لكم من قبل تحيا مصر، وأردوغان يوقع اتفاقيات مع إيران، والسيسى معنا فى الميدان».
مصر هى الدرع الحامى لأشقائها ولا تدخر أى جهد فى الدفاع عنهم مهما كانت ظروفها وما تمر به من مخاطر جسيمة، ففى الوقت الذى تخوض فيه حربا داخلية قوية وعبر جبهات متعددة، لم تتوانَ لحظة فى أن تلبى نداء أشقائها وتسرع فى تقديم الدعم، بينما تركيا وباكستان يتخليان عن السعودية فى ظرف تاريخى، واختبار حقيقى للرياض، يا إما تخرج منه منتصرة، فى رسالة بالغة المعنى والتأثير للإيرانيين بأن الرياض شوكة قوية، أو لا قدر الله مهزومة، فتصبح لقمة سائغة للأعداء المتربصين بها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
لم يتخلى عنا احد
عدد الردود 0
بواسطة:
جلال المصري قوي
الى تعليق رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed mostafa
الذكاء السياسي
عدد الردود 0
بواسطة:
شنوده لويز
مصر العظيمة
عدد الردود 0
بواسطة:
سلطان
الى متى يسئ بعض الكتاب لمصر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد علي
رقم 1 بزمتك أنت سعودي .... ولا خروف من الخرفان
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
السعودية لم تطلب من مصر حاجة المشاركة اختيارية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
المشاركة اختيارية دعم اليمن
عدد الردود 0
بواسطة:
يسرى
إلى أصحاب التعليقات ارقام 1 و3و5و8
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني
رقم واحد الكاتب لم يخطئ