سوف نأخذ وقتا لنفهم عالمنا الجديد وموقعنا من مواقع التواصل الاجتماعى، التى لم تعد اجتماعية فقط، لكنها مناط لكل المغامرات، الحلو منها والمر، والخفيف والثقيل، وعديم القيمة، و»اللى مايشترى يتفرج». حتى العزاءات على فيس بوك أصبحت بـ«اللايك». يكتب الشخص أنه فقد أبا أو أما أو عزيزا، فإذا بهذا البوست وقد ازدحم باللايكات، وهو أمر يدفع البعض منا للتساؤل هل «اللايك» هو إعجاب بموت الشخص، أم إعجاب بمن يعلن الخبر، أو أنه مواساة كسولة، أو مجرد توقيع بالعلم، لكن من المؤكد أنه لا أحد يحب الموت أو أخباره. وربما كان البعض لا يعرف فائدة اللايك، مثلما لا يعرف كثيرا منا وظائف مفاتيح وعلامات ورموز فيس بوك.
وهؤلاء معذورون، لكن من بين السادة المتنطعين على مواقع التواصل، هؤلاء الذين يعيشون حالة الزعيم أو المفكر العميق الفاهم، والذى يفترض أن يعلق على كل شىء من الحروب للسياسة، ومن الطب إلى الكرة، وطبعا من حقه، بشرط ألا يسعى لفرض آرائه على غيره بمشاركات فرضية.
ومن ميزات مواقع التواصل أنها جعلت كل شخص يشعر أنه بطل ونجم. وبعد أن كان المواطن يحفى ليحصل على اتصال تليفونى من معجبين، أصبح الشخص المواطن على فيس بوك يحصل خلال شهور على خمسة آلاف فريندز يدفئون حياته، وإذا كتب بوست عن أى شىء يتلقى الإعجابات «لايكات» والشير والإشادة، اختلافا وخلافا. ولا مانع، لكن أخانا يصدق أنه زعيم، وقد رأينا من هؤلاء كثيرا خلال السنوات الأخيرة، ممن تحولوا لنشطاء، وزعماء، فموعد فلقاء فتوك شو، وكانت النتائج كما رأينا، لا كانوا يعرفون، وما يريدون، ولا ما يقولون، ومازال بعضهم يعانى أعراض النجومية الوهمية.
وهناك الجماهيرية الافتراضية التى تحير البعض، فتجد فتاة بصورة مزيفة تجذب الفلورز مئات وآلاف الفلورز، وإذا كتبت أنها «فيل كليشنكان» تحصل على مئات الريتويت على العكس فإن بعضا من يرهقون أنفسهم فى الحكم والأقوال الضخمة يحصلون القليل أو لا شىء، مما يدفعهم للشعور بالحسد. وهناك مجاهيل لديهم عشرات الآلاف، وهم فى الواقع اشتروا فلورز من مواقع متخصصة تعرض ومعه الريتويت المدفوع، ولو قال أحدهم «لا شىء.. أو تعالى إلى الفراغ». يجد آلاف الريتويت. وكله بالفلوس، مثل باقى مواقع التواصل التى تبحث عن الربح لا يهم من أين ولا كيف. وتجد بعضهم يكتب على تويتر أن إصبعه الأوسط «مدوحس» ويحصل على ألف ريتويت. والريتويت لا يحمى المفلورين.