لماذا نعتقد دائما أن التطرف يأتى فقط من أصحاب «اللحى» و«المدفع»، فهناك من النخبة أصحاب «البايب» و«القلم» من هم أكثر تطرفا من قيادات داعش والإخوان وأنصار بيت المقدس..هؤلاء هم مجموعة من نخب استخدموا المدنية والليبرالية والحرية لنشر الفوضى من خلال دعوات يظن هؤلاء أنها من ضمن آليات التحضر والتمدن، وهى فى حقيقة الأمر مجرد دعوات لا تختلف كثيرا عن دعوات التطرف الإخوانية والداعشية، بل لن أبالغ إذا قلت إنها أكثر خطورة على السلم والأمن القومى للبلاد من دعوة الخلافة الداعشية أو الشرعية الإخوانية، لأن دعوات هؤلاء النخبويين أكثر تأثيرا فى ظل انهيار كل التيارات التى رفعت شعارات إسلامية بعد أن كشفنا زيف دعواتهم، وأنهم استخدموا الإسلام بهدف تحقيق أغراضهم السلطوية، وليس لخدمة الإسلام، ولهذا انهار مشروع الإخوان فى مصر.
والحقيقة أننى تعجبت كثيرا من الدعوة الشاذة التى دعا إليها الكاتب الصحفى شريف الشوباشى، والخاصة بمطالبته بتنظيم مليونية «خلع الحجاب» فى ميدان التحرير، واعتبرتها لا تقل خطورة عن دعوات الإخوان وداعش وأنصار بيت المقدس لحرق مصر، بل لا أبالغ إذا قلت إنها أكثر تطرفا مما تدعو إليه هذه التنظيمات الإرهابية، والسبب أنها جاءت من رجل يعرف الفرق بيت الفوضى والحرية، رجل كنا نظن أنه يملك من الحكمة التى لا تدفعه إلى أن يفتى بخلع الحجاب أو النقاب أو أى مظهر من مظاهر البعض يرى أنها من أصل الدين أو من سنن الدين، المهم أن هناك من يؤمن بها حتى ولو أن هناك من ارتدته وقامت بخلعه، فإذا كنا نعتبر ارتداء الميكروجيب والبنطلون أو حتى المايوه حرية شخصية، فإننا نعتبر من يرتدى «الحجاب» أو «النقاب» أو حتى «الشادور الإيرانى» أصحاب حرية شخصية ولا نحجر عليهن أو نحاربهن، ومن تريد من فتيات مصر خلع الحجاب وارتداء المايوه فهذه حرية، ولكن لا نطالبها بتنظيم مليونية لخلع الحجاب، لأن هذا يعنى أننا نطالب بتنظيم مليونية لمن يريد خلع «اللِّباس» أى «البوكسر أو الأندروير» وهو زى يستر عورات الرجل والمرأة، ولكن إذا خرج من ينادى بخلع هذا «اللباس» فهل سيدعمه الكاتب شريف الشوباشى الذى فقد الكثير من شخصيته بدعوته الأكثر تطرفا من كل دعوات داعش.. وللحديث بقية.