الهجوم المتبادل بين الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد وقائمة «فى حب مصر»، يحتاج أن نفهم أصوله الصحيحة، حتى نعرف قدرا من الطريق الذى نحن ذاهبون إليه فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وما قد تسفر عليه هذه الانتخابات.
كان لـ«السيد البدوى» السبق فى محاولة تكوين تحالف انتخابى ضم حزب الوفد مع ستة أحزاب خرى، بدأ ذلك بعد انتخابات الرئاسة، وأعطى هذا التصرف إشارات عديدة، لكن الأهم فيها هو الإيحاء بجاهزية هذا التحالف للانتخابات، وعبر تصريحات قادته بدا الأمر وكأن كل شىء محسوم، من المرشحين إلى البرنامج الانتخابى، إلى توفر كل ما يتعلق بالبنية التحتية من أموال وأشياء أخرى، وحملت بعض هذه التصريحات قدرا من الاستعلاء فى مواجهة الأحزاب الأخرى تمثلت فى التأكيد على أن من يريد الانضمام فليأت على اسم «تحالف الوفد المصرى».
ومع التأكيد على كل هذا يوميا كان السؤال: من أين تأتى كل هذه الثقة؟ وتحت الإلحاح الإعلامى ظن البعض أن هذا التحالف فى طريقه بالفعل إلى تحقيق الأغلبية البرلمانية، والتى ستقود بالطبع إلى تشكيل الحكومة طبقا لما ينص عليه الدستور، وبالعودة إلى تصريحات «البدوى» وقتئذ وقيادات أخرى معه، سنجد بالفعل اقتراحات بأسماء لرئاسة البرلمان والوكلاء ورئيس الحكومة، وكأن كل شىء مرسوم بدقة وفى طريقه إلى الحسم فى التنفيذ.
ولما بدأت العجلة فى الدوران فوجئ الجميع بأنه لا توجد قوائم جاهزة لدى الوفد، وأن كل التصريحات التى قيلت لم يتحقق منها شىء، وفى نفس الوقت تخرج قائمة «فى حب مصر»، ومن مشاهدها المثيرة أنها تضم أسماء محسوبة على «الوفد»، بل هى من قياداته، ولم يدر بخلد أحد أنها ستكون فى قائمة انتخابية أخرى غير قائمة «الوفد»، وتلك النقطة تحديدا هى التى أثارت اللغط حول الجهة التى كونت هذه القائمة، فالسؤال الذى حضر كان: من بمقدوره أن يقنع هذه الأسماء بترك الوفد والانضمام إلى قائمة جديدة؟
حمل السؤال الكثير، لكن أهم ما فيه بالنسبة لـ«البدوى» أنه يقود إلى ضياع حلمه فى الفوز بالأغلبية البرلمانية ثم تشكيل الحكومة، وأهم ما فيه بالنسبة للمصريين أن هناك من يلعب فى الانتخابات ولا نعرفه.