حادثتان لابد من الوقوف أمامهما بكثير من التأمل والبحث، حتى نعرف إلى أين نذهب، وإلى أين ننساق بثورة عظيمة مثل ثورة 30 يونيو.. الحدث الأول هو تفجير برج الكهرباء الأساسى المغذى لمدينة الإنتاج الإعلامى، والبرج الاحتياطى فى ضربة واحدة تكشف عن وجود طابور خامس، وخلايا نائمة فى الوزارات والمصالح الحكومية ومفاصل الدولة، ليس هذا فقط، بل إن هذا الطابور الخائن تعمد تفجير برج كهرباء ثالث فى أثناء زيارة رئيس الوزراء ووزير الداخلية موقع الحادث!
الحادث برمته كان يستحق وقفة مختلفة، وتدبيرًا مختلفًا، ومراجعة مختلفة لكل ملفاتنا وطرق إدارتنا للمستقبل.. أليست هذه هى وزارة الكهرباء التى بحت أصواتنا من الحديث عن وجود خلايا إخوانية بها على مستوى القيادات الوسيطة بالوزارة ومؤسساتها؟، أليست عملية تفجير أبراج الكهرباء فى المدينة وليدة تخطيط متمهل، بناء على معلومات فنية على أعلى مستوى؟.. ماذا ننتظر إذن؟، ماذا ينتظر وزير الداخلية وأجهزته؟، وماذا تفعل أجهزة الرقابة الإدارية والمسؤولون عن تقارير كفاءة العاملين بالدولة؟
الحادثة الثانية، أو واقعة حرق 82 كتابًا أمام الطلاب فى فناء مدرسة فضل الحديثة بالهرم، فهى نموذج للحماقة، وسوء الإدارة، وتقديم النموذج المتطرف الذى ينسف أى سياسات تعليمية أو تربوية نسعى لأن نزرعها فى أذهان أبنائنا الطلاب!
مسؤولو وزارة التعليم أعلنوا بكل فخر أن التعليمات الأمنية لديهم تقضى بإعدام الكتب التى تحمل فكرًا متطرفًا، وليس فرمها أو الاكتفاء بتطهير مكتبات المدارس منها، دون أن يسألوا أنفسهم: أهذه هى الطريقة المثلى لمواجهة التطرف؟ هل أواجه العنف والتكفير بالعنف والحرق، أم بالأفكار التى تكشف زيفهما؟، وما رسالة الوزارة؟، أهى تعليم الطلاب أن يحرقوا المختلفين معهم مثلاً أم أن يبنوا عقولهم، بحيث تكون منيعة على الاختراق أو حتى التأثر بهؤلاء المتطرفين؟!
وهذا البلد يحتاج فعلاً إلى حركة تطهير واسعة ضد الخلايا الإرهابية فى أجهزته، وردع أى أحمق يسعى للتطبيل بأن يوقع البلد فى ورطة لا يتخيل لحماقته مداها!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
hesen
والطابور المستهبل كمان..
عدد الردود 0
بواسطة:
اونكل زيزو
فعلا لا بد من القضاء على الطابور الخامس