العقل مات، ولازم نسلم بثينة كشك..
تقول الأوراق الرسمية إن السيدة بثينة كشك تعمل وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، بينما الواقع المصور الذى ضبطها متلبسة يقول بأنها عضو فى تنظيم داعش، لأن داعش فكرة، وفكرة داعش عابرة للحدود، لا تعرف معنى للحوار أو العقل، فقط الحرق أو القتل، أو السمع والطاعة العمياء.
الفنان المصرى محمد صبيح، صاحب أشهر جملة فى السينما المصرية، «وأكلم مين لما أحب أخاطب شعب مصر؟»، «كتبغا» رسول التتار فى فيلم «واسلاماه» رحل عن دنيانا، ولم يعرف أن الدور السينمائى الذى أداه منذ عشرات السنين ستأتى بثينة كشك لتعيد تمثيله فى الواقع داخل فناء مدرسة «فضل» بالجيزة، وتقدم نفسها للعالم المتحضر كرسول للتتار، ومقدمة لجيوش التطرف والفوضى وتغييب العقل.
حاولت بثينة كشك والمسؤولون بإدارة الجيزة التعليمية أن يتنكروا، ورفعوا علم مصر، ورسموا بأجسادهم نصف دائرة، وأستغفر الله العظيم كده كانوا مولعين نار وبيلفوا حواليها، فرحًا بحرق مجموعة من الكتب تقول السيدة كشك إنها خطر على الأطفال، وبدلًا من أن تقوم بجمعها أو مراجعتها قامت بحرقها أمام أعين التلاميذ، فى إشارة واضحة إلى أن داعش تسكن وزارة التعليم، ومن هذه الإشارة يمكنك أن تفهم التالى:
- حرق الكتب فى المدرسة أمام التلاميذ يثبت أن الدماغ الداعشية المجرمة المتطرفة التى لا تعرف سوى الحرق كلغة للتعامل مع كل مخالف لها، لا تختلف أبدًا عن دماغ السادة المسؤولين فى مديرية تعليم الجيزة، المفترض فيهم أنهم حصلوا على تلك المناصب لتعليم أولادنا ثقافة الحوار والاختلاف الراقى.
- السيدة كشك تهوى الأفلام، تسيطر على روحها أفلام السينما الرخيصة، ولهذا لم تحرق الكتب بهدوء، بل بدأت عملية الحرق فى طقوس تشبه طقوس المتطرفين فى القرون الوسطى، وتفاخرت فى الصحف أنها حرقت الكتب لحماية الأطفال من عملية غسيل مخ.. العقل المحدود يمنح أصحابه هذا النوع من التصرفات، ويجعله عاجزًا عن إدراك أن عملية غسيل المخ هى عملية الحرق التى علمت الأطفال والتلاميذ أن الحرق هو الطريقة الوحيدة للتعامل مع الرأى المختلف، لا الحوار أو رد الفكرة بالفكرة.
- السيدة بثينة رزقها الله ضبابًا يعمى البصر والبصيرة، جعلها تتفاخر بأنها حرقت الكتب بأوامر من جهات أمنية، لتعترف أمام العالم أنها مرشدة مباحث تعمل لصالح وزارة أخرى غير وزارة التربية والتعليم.
تقول بثينة كشك إنها أحرقت الكتب بسبب احتوائها على أخطاء فى القرآن، ولأنها تغيب الأطفال عن الواقع، وهنا يبقى السؤال: أى قوة فولاذية وعقلية تملكها السيد كشك وتجعلها قادرة على قراءة أكثر من 70 كتابًا فى ساعات معدودة، وتقييم هذه الكتب وتحقيقها، من هى أصلًا، وما مؤهلاتها لكى تقيّم منتجًا فكريًا للشيخ على عبدالرازق، والدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر السابق؟، هى لا شىء، هى مجرد موظفة تنتمى لفكرة المشتاقين لرضا السلطة ولكرسى الوزارة، لذلك كانت تشجع التوريث فى عهد مبارك، وتطوف الأرض خلف سوزان مبارك، ثم تعمل على أخونة المدارس فى زمن الإخوان، وتشاهد نفس الكتب فى نفس المكتبات دون اعتراض.
بثينة كشك نموذج للموظف المصرى الردىء والمنافق، نموذج للخطر الذى يهدد ابنك وابنى ومستقبل هذا الوطن، وإحالتها للتحقيق ليس أمرًا كافيًا إن لم تكن نتيجته عقابًا يكون عبرة لمن لا يعتبر.