الجيش العربى الموحد (1-2)

الجمعة، 17 أبريل 2015 10:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أن الأزمة اليمنية أخذت القمة العربية التى عقدت فى نهاية مارس الماضى على منحى آخر، لكن القادة العرب كانوا أكثر إصراراً على حسم الملف المهم الذى دعا إليه وتمسك به الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو إنشاء القوة العربية المشتركة، أو الحُلم القديم الذى راوَدَ العرب طيلة سبعين عاما منذ أن اتفقوا على إنشاء جامعة الدول العربية ثم إبرام اتفاقية الدفاع العربى المشترك فى إطار ميثاق الجامعة. فالقمة العربية السادسة والعشرون فى شرم الشيخ كتبت شهادة ميلاد تحويل الحلم إلى حقيقة واقعية، فى ضوء ما أجمع عليه القادة العرب بشأن إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، أو بمعنى آخر «إنشاء جيش عربى موحد»، وهو الطموح الذى راود العرب كثيراً، لكنهم لم يصلوا إليه رغم أن هذا الحلم تحقق عملياً فى بعض الأوقات، خاصة خلال حرب أكتوبر 1973 حينما شارك العرب الجيش المصرى فى حربه ضد الإسرائيليين لاسترداد سيناء، لكن بمجرد أن هدأت الحرب عاد العرب، كل إلى دولته، وكان المهمة انتهت، ما يريده العرب هذه المرة أن تستمر المهمة إلى ما لا نهاية، خاصة فى ظل الأزمات والأخطار التى تعانى منها المنطقة وتحديداً الجماعات الإرهابية التى فتحت الباب أمام القوى الخارجية لكى تدخل بقواتها من جديد إلى دولنا لمحاربة الإرهاب.

الفكرة حظيت بالقبول من حيث المبدأ لكن تنفيذها يحتاج إلى خطوات على الأرض، وهى المهمة التى سيتولاها الخبراء المعنيون فى الدول العربية ممن سيتولون رفع مقترح متكامل بهذا الشأن إلى مجلس الدفاع العربى المشترك فى غضون أربعة أشهر، وفقا لما جاء فى القرار الخاص بالقوة العربية المشتركة الذى أوكل أيضاً إلى كبار العسكريين والأمنيين العرب مهمة البحث فى تفاصيل وكافة الأمور المتعلقة بالقوة، ورسم خارطة تفصيلية لمعالم هذه القوة من حيث عددها وتسليحها وشكل وكيفية بناء قيادتها وأركانها ومقر هذه القيادة وميزانيتها وآلية عملها.

المؤشرات حتى الآن تقول إن تكوين القوة قد يستغرق شهوراً، لكن من المؤكد أنه ستكون لها أهداف استراتيجية، حيث ستلعب دوراً مهماً فى الأزمات التى تهدد أمن الدول العربية وسيادتها، بينما ستكون مسألة انضمام الدول العربية إلى هذه القوة مسألة اختيارية، أى طواعية فى وقت أعلنت فيه غالبية الدول العربية استعدادها التام للانضمام إلى تلك القوة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة