أصبح مرض العصر هو سب كل من نختلف معه، حتى لو كان من أقرب المقربين لنا، منذ ساعة واحدة مضت.
حمزاوى هو من كان بالأمس رجل المبادئ الثابت على موقفه، لمجرد أنه اتفق معك فى الرأى فى موقفه الرافض لـ3 يوليو 2013 واليوم أصبح يسب ويقذف من نفس الأشخاص الذين كانوا يدعمونه بالأمس، لمجرد أنه أدلى بتصريحات لم تأت على هواهم أثناء لقائه التليفزيونى الأخير فى برنامج «ممكن» مع خيرى رمضان، وانطلقت الجملة المعتادة التى فقط ترضى أوهام من يطلقها «حمزاوى شرب شاى بالياسيمن»، بالإضافة إلى اختفائه من الإعلام الذى فسره مؤيدوه «سابقا» على أنه «ممنوع» من الظهور، وأخذوا يتاجرون بمنعه، الذى نفاه د .عمرو حمزاوى نفسه فى لقائه الأخير، فأنا أتفق مع حمزاوى فى هذه النقطة، وعلى يقين بأن المنع يأتى من مجموعة المطبلاتية من الإعلاميين الذين يرون فى منع حمزاوى ومنع كل من له رأى مخالف هو نقطة يدفعها المطبلاتية للتقرب من السلطة الحاكمة، حتى لا تغضب عليهم القوى العليا فى البلاد، ولكن ليس هناك أوامر صريحة من السلطة بالمنع، وهذا ليس دفاعا عن السلطة نهائيا، فهناك جزء كبير من السلطة الحالية سعيد ومنتش من عدم ظهور حمزاوى وكل من معه فى الرأى.
اختلفت مع دكتور عمرو حمزاوى بعد 3 يوليو، وكان اختلافا مبنيا على الاحترام لم يسئ أى طرف للآخر فى أى نقاش فى حضور الطرف الآخر أو غيابه، واكتشفت بعد مرور الوقت وبعد المزيد من الانتكاسات فى ملفات الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، أنه كان على حق فى بعض الشىء، وهو أيضا كما أشار بنفسه فى لقائه الإعلامى الأخير - راجع إلى حد كبير كثيرا من مواقفه، ورأى أن الرجوع خطوة للخلف وإعادة الحسابات أمر جيد سياسيا لكل الأطراف. فلماذا لا يكون اختلافنا دائما قائما على الاحترام والزمن كفيل بتصحيح وجهات النظر، فنحن خلقنا بشرا لا أنبياء، وكفانا جلد غيرنا لاختلافنا معه، فالجلد تعدى كل الحدود، فلم يعد يقتصر على المعسكرات المضادة، ولكن بين أفراد المعسكر الواحد أيضا، فلا السب والقذف والإساءة وتخوين الآخر سيعود بالفائدة على أى طرف، ولا حتى سيعود بالنفع على القضية ذاتها.
ومن جانب آخر تعرض الإعلامى خيرى رمضان للجلد أيضا من قبل متابعيه، ومن هم ضد فكر وشخص الدكتور عمرو حمزاوى. فأتعجب، لهذه الدرجة لم نستطع مجرد السماع للرأى المخالف!! لهذه الدرجة تصم آذننا عن شخص لدينا موقف مسبق تجاهه دون أن نعطيه فرصة لكى يعبر عن كيف أثرت الأحداث التى شهدتها البلاد مؤخرا فى وجهات نظره، حيث إنه كان مختفيا من الساحة الإعلامية والسياسية معا!! لهذه الدرجة يسب ويجلد إعلامى لأنه سعى إلى الموضوعية والمهنية وعرض كل الآراء حتى المخالف للذوق العام؟
من الطبيعى أن نختلف، ولكن الكارثة الكبرى أن لا نتقبل هذا الاختلاف ونحوله لخلاف ونزاع وحرب لفظية، فالآن يجنى الشعب ثمار إعلام أغلبه أحادى المذهب، لا يسمح للرأى الآخر أن يتحدث، يجنى الشعب ثمار إعلام أغلبه محرض على العنف والكراهية والسب والإساءة، حمزاوى وخيرى رمضان لم يقوما بالإساءة لأى إنسان فى الحوار الأخير، ولكن أغلب المشاهدين من مختلف الأيدولوجيات جلدوهما وأساءوا لهما دون أدنى موضوعية أو احتكام لعقل أو قيم أو أخلاق. استقيموا يرحمكم الله.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د . عصام حمودة
اسراء ... ومرض العصر
عدد الردود 0
بواسطة:
هبه سليم
مرض العصر هو ادمان الانترنت
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد علي
ولماذا لاينزل للشارع
عدد الردود 0
بواسطة:
حاتم سليمان
الكلام دة يجب ان تقولىة لنفسك اولا