فى يوم السبت 11 إبريل 2015 عنونت بعض المواقع خبرا بعنوان «مصر تشارك بقوات برية ضمن قوات التحالف العربى ضد الحوثيين» لتفتح الباب أمام حالة من الجدل واللغط فى المجتمع المصرى، فمع وجود مؤيدين ومعارضين متفائلين ومتشائمين أصبح إرسال جنودنا إلى اليمن هو موضوع الساعة فى مصر، وبحسب التسريبات وهى مصدر المواقع فإن مصر ستشارك بـ48 ألف جندى ضمن قوات التحالف العربى، بينما سيصل تعداد القوات السعودية لـ80 ألف جندى، وستشارك الإمارات بـ16 ألف جندى، وقطر والكويت ستشارك كل منهما بـسبعة آلاف جندى والبحرين ستشارك بخمسة آلاف جندى، بينما لم تحدد كل من الأردن والمغرب والسودان موقفها النهائى بمشاركتها فى الحرب البرية.
ونفاجأ بنفى المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة المصرية فى بيان أى وجود لقوات برية مصرية على الأرض فى اليمن للمشاركة فى عاصفة. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، العميد محمد سمير، فى بيان رسمى: «فى إطار استغلال بعض الجهات المعادية لحروب الجيل الرابع «حرب المعلومات» بغرض التأثير على الأمن القومى المصرى، تم رصد بعض المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تتناول استشهاد وإصابة عدد من جنود القوات المسلحة المصرية، أثناء اشتراكهم فى عملية «عاصفة الحزم » بدولة اليمن الشقيق. وفى هذا الصدد تؤكد القوات المسلحة أنه لا صحة مطلقاً لهذه المعلومات المتداولة، وذكر بما سبق، وأنه تم الإعلان ببيان رئاسة الجمهورية بتاريخ 26 / 3 / 2015 عن مشاركة القوات المسلحة المصرية بعناصر من القوات البحرية والجوية فقط ضمن قوات التحالف المكون من دول مجلس التعاون الخليجى وعدد من الدول العربية والإسلامية فى عملية «عاصفة الحزم»، كما أكد أنه لا تواجد لأى قوات برية مصرية ضمن القوات المشاركة فى عملية «عاصفة الحزم» حتى الآن، وختم البيان بالتأكيد والتذكير بأن المتحدث الإعلامى للقوات المسلحة هو المصدر الوحيد للمعلومات العسكرية.
الحقيقة، لست أدرى من أين جاءت المواقع هذه المرة بتلك التسريبات؟ ووفق ما أعرفه، فإن لكل مطبوعة أو موقع مراسلا عسكريا معتمدا، يستقى أخباره من القنوات الرسمية للقوات المسلحة، وليس من ضباط متقاعدين أو تجار معلومات «كما حدث من قبل»، والغريب أنه حتى كتابة هذا المقال 14 إبريل، لم ترفع هذه المواقع الخبر، ولم تكذبه، ونقل الخبر من تلك المواقع على آلاف الصفحات من وسائل التواصل الاجتماعى، إننى أهيب بالزملاء أن يتحروا الدقة حرصا على مستقبل هذا الوطن المستهدف.