نبيل شرف الدين

إيران والحروب بالوكالة

الأحد، 19 أبريل 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم جرائم ميليشيات الحوثيين ضد المدنيين اليمنيين، وتغولهم كالإخوان على الدولة ومرافقها وانقلابها على الشرعية، تنشط بشبكات التواصل الاجتماعى بالإنترنت حملات شرسة لتشويه عملية «عاصفة الحزم»، وانتشرت صور ملفّقة لإثارة مشاعر السخط، كإظهار جثث أطفال متفحمة متناثرة الأشلاء، باعتبارهم ضحايا قصف التحالف، وبتحليلها اتضح أنها للمجازر الإسرائيلية بالأراضى الفلسطينية، والفظائع المستمرة بسوريا، سواء من جيش النظام أو داعش وتنظيمات الإرهاب الأخرى بسياق «الحرب النفسية» للمعركة المحتدمة باليمن، إضافة لمقالات كتّاب يرتبطون بإيران، ورغم تنوع مشاربهم، فإنهم يسعون لهدف واحد، هو تشويه العملية العسكرية باليمن.

وتواترت شائعات تزعم نشوب خلافات مصرية سعودية نفاها المتحدث باسم قوات التحالف، لكن «اللغط المنهجى» استمر بترويجه بعض الصحفيين والإعلاميين المحسوبين على إيران وأذنابها، كالنظام السورى وحزب الله، وهؤلاء ضيوف دائمون بمؤتمرات «المقاومة والممانعة»، والذين طالما أكلوا على موائد صدام والقذافى والأسد، وعقب انهيارهم صارت إيران قبلتهم الجديدة، عبر «السمسار الإقليمى» حسن نصرالله وميليشياته، والذى هاجم مصر والسعودية مؤخرًا بجعجعة ليست جديدة عليه.

لقد ترفعت مصر والسعودية على مهاترات إيران وأذنابها، وجاء ردهما عمليًا باتفاقهما على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لتنفيذ «مناورة استراتيجية كبرى» بالأراضى السعودية، ومشاركة قوات خليجية خلال مباحثات الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودى، رئيس الديوان الملكى، وحضور الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، كنواة للقوة العربية المشتركة التى اقترحتها مصر خلال القمة العربية الأخيرة.

بالتأكيد يُدرك «ملالى» إيران حتمية العلاقات المصرية السعودية، فالبلدان تربطهما مصالح ومخاطر مشتركة، وانضمام مصر لتحالف ضرب الحوثيين كان ضرورة سياسية وعسكرية، فمصر قوة يمكنها التصدى لمحاولات التمدد الفارسى، وإرهاب «داعش» بسوريا والعراق شمالاً، والحوثيين باليمن جنوبًا، ومن سيناء شرقًا حتى ليبيا غربًا، مما يضاعف أهميتها فى ظل الوضع العربى المشتعل، لهذا تخوض طهران معارك بالوكالة ميدانيًا، وباستخدام «الحروب النفسية»، سعيًا لدور «شرطى المنطقة»، وكورقة ضغط لصالح ملفها النووى الذى تمكنت من تمريره بالتوافق مع واشنطن، لكن ذلك لن يكون على حساب العرب، ومصالح الدولتين المحوريتين بالمنطقة، اللتين تسعيان لتوازن الإقليم المضطرب، وانتشال الدول العربية التى التهمتها براكين الإرهاب والفوضى.









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محب للسيلسة

المصير المجهول

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة