تاهت ولقيناها، وبدلاً من عمل استفتاء واستطلاع بين المعلمين حول جريمة حرق الكتب أمام الطلاب فى مدرسة «فضل» بالجيزة، للكشف عن جذور التطرف بينهم، تطوع مجموعة من المعلمين المتطرفين بالإعلان عن أنفسهم عندما قاموا بالتظاهر أمام وزارة التعليم، تأييدًا لمسيرة مديرة مديرية التعليم بالجيزة بثينة كشك، المسؤولة عن واقعة حرق الكتب.
قد يكون هؤلاء المعلمون المتظاهرون فى تبجح للتأكيد على انحيازهم لمنطق حرق الكتب، مدفوعين من مديرة المديرية بالجيزة، خاصة أن غالبيتهم ينتمون لمدارس تابعة للمديرية، لكن تهورهم وإعلانهم الصريح عن تضامنهم مع واقعة الحرق التى تمثل تطرفًا وعنفًا رمزيًا مبالغًا فيه، يؤكد عدم جدارتهم بحمل أمانة التعليم، وتشكيل عقول الطلاب.
المؤكد أيضًا أن هؤلاء المعلمين المتظاهرين ضعاف تربويًا، ولا يعرفون السياق الذى نتحدث فيه عن ضرورة تعليم الطلاب أن مواجهة الفكر لابد أن تكون بالفكر، لا بالسلاح ولا بالحرق أو حتى بالتدخل الشخصى البدنى.
على وزارة التربية والتعليم أن تتحرك فوراً، وبدلاً من تضييع الوقت فى الحوار مع المعلمين المحتجين، وسماع وجهات نظرهم، عليها البحث عن بذور التطرف فى مديريات التعليم المختلفة، وإبعادهم عن العملية التعليمية برمتها.. لا أقول فصلهم، لأن الفصل من العمل يخضع للوائح وقوانين معقدة ومتشابكة، ولا أقول إعادة تأهيلهم، لأن التأهيل لا يجدى نفعاً مع المتعصبين المصرين على الخطأ، والذين يتصورون وهم يرتكبون جرائمهم أنهم يحسنون صنعاً، لكننى أقول لمسؤولى التربية والتعليم: ضعوهم فى وظائف إدارية بعيدة عن التأثير فى الطلاب بأى صورة من الصور.
أخشى ما أخشاه أن تنصاع وزارة التعليم إلى منطق الصوت العالى والمظاهرات، وتعمل على تلطيف الأجواء بإرضاء جميع الأطراف، بدلاً من مواجهة المشكلة جذريًا، لأن المشكلة فى الحرب على كل أشكال التطرف والتطرف المضاد، وهذه الحرب تستدعى منا جميعًا أن نكون حاسمين واضحين، لا نقبل بأنصاف الحلول، لأنها معركة بقاء للمجتمع وللمصريين والدولة.. فماذا نريد لأنفسنا؟!
الطابور الخامس والطابور الأهبل
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اونكل زيزو
نعم يجب ابعادهم فورا