الاثنان اتفقتا على الزواج من شابين صديقين، حتى يظلان معاً طول العمر، إلا أن القدر شاء أن يكون من نصيب إحداهما رجلاً ميسور الحال، يعمل فى مجال المقاولات حول حياة زوجته إلى جنة فى الأرض تلبس ما تشاء وتأكل ما تشتهى ينتظر أوامرها الخدم، بينما كان من نصيب الأخرى رجل تحاصره الظروف المادية الصعبة، أحلامه بسيطة وطموحاته قليلة، وسرعان ما تحولت الصداقة بين السيدتين إلى حلبة صراع بفعل الحقد، حيث ظهرت زوجة الشاب الفقير حاقدة ناقمة على صديقتها التى طالما تعيش حياة مرفهة، واستمر هذا الصراع طويلاً حتى انتهى بجريمة قتل، عندما قررت المتهمة أن تحرق قلب صديقتها على زوجها الثرى فقتلته.
كواليس الجريمة
التقى "اليوم السابع" بشقيق القتيل "محمد ذكى" الذى سرد كواليس وأسرار الجريمة منذ البداية، وحيث تحول الصراع بين سيدتين إلى قتل ودماء وضحايا ومتهمين، وانتهى الأمر داخل قسم شرطة بولاق الدكرور.
قال شقيق القتيل: كان بالمنطقة فتاتان تجمعهما الصداقة، فطالما خرج الاثنان معاً، وتجولا بشوارع المنطقة معاً، ولم نشاهد إحداهما إلا والأخرى بجوارها، لدرجة أنهما عندما قررا أن يدخلا "عش الزوجية" أصرا أن يتزوجا من شابين صديقين، حتى يضمنان الاستمرار فى الصداقة والود، فتزوجت إحداهما من شقيقى "بلال ذكى" بينما تزوجت صديقتها "فاطمة.م" من صديق "بلال"، واستمرت الصداقة بين الاثنين طويلاً بعد الزواج، حيث كانت "فاطمة" تذهب باستمرار لزيارة صديقتها زوجة أخى بشقتها.
الغيرة
لم يستطع أحد أن يفرق بين زوجة شقيقى وصديقتها، وامتدت جذور هذه الصداقة إلى ما بعد الزواج، لكن الغيرة كانت كافية أن تفتك بهذه الصداقة، حيث كانت "فاطمة" تذهب إلى زوجة شقيقى وترى النعيم الذى تعيش فيه، من خلال ما لذ وطاب من أشهى المأكولات فضلا عن الثياب الفاخرة وسيارة بسائق تتحرك بها أين شاءت، بينما تعيش صديقتها حياة تحاصرها الفقر والألم والجوع، ومن ثم بدأ مفعول الغيرة يتحرك بداخلها، حاقدة على صديقتها ومع مرور الوقت اعتبرتها عدوة لها، خاصمتها وفجرت فى خصامها فكانت ترسل لها الرسائل عبر الهاتف المحمول محملة بأبشع الألفاظ، ثم صفعت "فاطمة" زوجة شقيقى على وجهها فى الشارع الأمر الذى أثار حفيظة أخى فتعدى بالضرب على المتهمة.
وعن يوم الحادث قال شقيق القتيل، كنا "سهرانيين أنا وأخواتى وأصحابنا مع بعض فى مكتب المقاولات اللى بنمتلكه لحد الساعة 2 بالليل وبعدها كل واحد روح على بيته" ولم يمر سوى دقائق، حتى فوجئت بشقيقى "بلال" يتصل بى على هاتفى المحمول، وسمعته يقول لى: "الحقنى غدروا بى.. باموت.." وكان يتحدث بصوت مخنوق، فأسرعت إلى هناك وقبل 5 دقائق وصلت إلى مكان وجوده بالقرب من منزل، حيث عثرت عليه غارقا فى دمائه، فاستنجدت بالأصدقاء ونقلناه إلى المستشفى لكنه كان فارق الحياة، وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهمة "فاطمة.م" وشقيقها "أحمد" بتهمة قتل أخى واعترف الأخير بارتكابه للواقعة بمفرده محاولا إبعاد التهمة عنها.
9 طعنات
وقال "محمد.أ" وشهرته "عبود" شاهد عيان على الواقعة: عثرنا على "المرحوم" مقتولاً بـ9 طعنات نافذة، 7 فى الصدر وواحدة فى اليد والأخرى بالجنب، مضيفاً، أن المتهمة "فاطمة.م" كانت تتربص بأسرة القتيل باستمرار لحقدها عليهم، وأنها ذات مرة اندلعت مشاجرة بينها وزوجها لعدم توفيره الأموالها لها مثل قرينتها المتزوجة من القتيل، وأنها فى إحدى المرات ألقت أطفالها فى الشارع وتركتهم لزوجها بسبب فقره، مؤكد أن الحقد الدفين لها على زوجة القتيل الثرى جعلتها تفكر فى التخلص منه بمساعدة شقيقها، مرجحا أن تكون استعانت بخمسة أشخاص على الأقل للتخلص من المجنى عليه بسبب طبيعة جثمانه القوية، فيما أفادت مجموعة من شهود العيان أنهم شاهدوا نحو 5 أشخاص ليلة الحادث يحيطون بالقتيل وفروا هاربين بعد ارتكاب الجريمة.
وكان المقدم هانى الحسينى رئيس مباحث بولاق الدكرور تلقى بلاغاً من الأهالى بالعثور على جثة مواطن مقتولاً، وألقت قوات الأمن بقيادة العميد عبد الوهاب شعراوى مفتش المباحث وإشراف اللواء مجدى نائب مدير المباحث واللواء جرير مصطفى رئيس المباحث الجنائية، من القبض على المتهمين، وأحالهم اللواء طارق نصر مدير أمن الجيزة للنيابة.
موضوعات متعلقة:
- للمرة الثانية خلال يومين.. زوج يقتل زوجته بسبب خلافات عائلية بحلوان
