الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى
كتبت:نبيلة مجدى
سلمى على كل الى لينا فيهم نايب
واوعى يا فاطنة لما أرجع وأبص فى وش اللولاد
أعرف إن أبوهم كان غايب
وصية تركها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى لزوجته و"تطمينة قلبه"، و"لحم رقبته"، كما وصفها فى جوابات "الأسطى حراجى القط" العامل فى السد العالى، وحان الوقت لكى تنفذها زوجته نهال كمال مع ابنتيه آية ونور.
كتب الموت اليوم نهاية لصراع الرجل السبعينى مع المرض، سلم رايته للحياة ممتثلا لنصائح عمته يامنة:
إذا جاك الموت يا وليدى موت على طول
اللى اتخطفوا فصلوا أحباب صاحيين فى القلب
كإن محدش غاب واللى ماتوا حتة حتة ونشفوا وهم حيين
حتى سلامو عليكو مش بتعدى من برة الأعتاب
أول ما يجيك الموت افتح
أول ما ينادى عليك اجلح
إنت الكسبان إوعى تحسبها حساب
بلا واد بلا بت ده زمن يوم ما يصدق كداب
سيبها لهم بالحال بالمال وانفد
إوعى تبص وراك الورث تراب
وحيطان الأيام طين وعيالك بيك من غيرك عايشين
لم يكف الأبنودى يوما عن الكتابة لمصر وعنها، كتب للسد العالى وللأنفار وعمال التراحيل ولكل مصرى، وكانت "جوابات حراجى القط" و"يامنة" و"أحزان عادية" وعدى النهار" أشهر قصائده، وكما كان دائما جزءا من وطنه كان جزءا من ثورته، كتب عن الثورة ودافع عن شبابها فى قصيدته "ضحكة المساجين" متحديا كل ذو سلطة على حرية الناس، ولكن ذلك لم يكن كافيا لدرء مفاسد كارهيه، والذين اتهموه بالتحيز للنظام ومحاولة التقرب من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى بقصيدته التى قال فيها:
حضن عليها بجناحك وأحلم لها بأعز صباح
ونام أيديك حاضنه سلاحك للفتح يا عبد الفتاح
ولعل قصيدة "مرسال" التى كتبها معاتبا نفس الرئيس وحكومته على غلاء الأسعار ورفع الدعم هى الرد الأمثل على هذه الادعاءات:
الشعب عمره ما راح يعود للوهم والرجرجة فى القول والأفعال
المسألة غياب سلوك الحسم فى حرب جبارة جهاد وقتال
المسألة دعم أو مش دعم رايحين لفين أهو ده أهم سؤال
أنا مش مصدق مهما صدق العزم انك تشيل الميه في الغربال
كله أخد على البلطجة والخم ومصر مرضانه مرضها عضال
الشهر يسحب خلف منه شهر تقع المروءة مهما هتكون شهم
76 عاما كانت نصيب الأبنودى من عمر الدنيا التى غاب عنها اليوم، تاركا لنا "وجعا" قد تكون الاستزادة من قصائده وحدها هو دوائه الوحيد.
موضوعات متعلقة..حسن طلب يوجه تعازيه للشعب المصرى فى وفاة الأبنودى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلمى على كل الى لينا فيهم نايب
واوعى يا فاطنة لما أرجع وأبص فى وش اللولاد
أعرف إن أبوهم كان غايب
وصية تركها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى لزوجته و"تطمينة قلبه"، و"لحم رقبته"، كما وصفها فى جوابات "الأسطى حراجى القط" العامل فى السد العالى، وحان الوقت لكى تنفذها زوجته نهال كمال مع ابنتيه آية ونور.
كتب الموت اليوم نهاية لصراع الرجل السبعينى مع المرض، سلم رايته للحياة ممتثلا لنصائح عمته يامنة:
إذا جاك الموت يا وليدى موت على طول
اللى اتخطفوا فصلوا أحباب صاحيين فى القلب
كإن محدش غاب واللى ماتوا حتة حتة ونشفوا وهم حيين
حتى سلامو عليكو مش بتعدى من برة الأعتاب
أول ما يجيك الموت افتح
أول ما ينادى عليك اجلح
إنت الكسبان إوعى تحسبها حساب
بلا واد بلا بت ده زمن يوم ما يصدق كداب
سيبها لهم بالحال بالمال وانفد
إوعى تبص وراك الورث تراب
وحيطان الأيام طين وعيالك بيك من غيرك عايشين
لم يكف الأبنودى يوما عن الكتابة لمصر وعنها، كتب للسد العالى وللأنفار وعمال التراحيل ولكل مصرى، وكانت "جوابات حراجى القط" و"يامنة" و"أحزان عادية" وعدى النهار" أشهر قصائده، وكما كان دائما جزءا من وطنه كان جزءا من ثورته، كتب عن الثورة ودافع عن شبابها فى قصيدته "ضحكة المساجين" متحديا كل ذو سلطة على حرية الناس، ولكن ذلك لم يكن كافيا لدرء مفاسد كارهيه، والذين اتهموه بالتحيز للنظام ومحاولة التقرب من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى بقصيدته التى قال فيها:
حضن عليها بجناحك وأحلم لها بأعز صباح
ونام أيديك حاضنه سلاحك للفتح يا عبد الفتاح
ولعل قصيدة "مرسال" التى كتبها معاتبا نفس الرئيس وحكومته على غلاء الأسعار ورفع الدعم هى الرد الأمثل على هذه الادعاءات:
الشعب عمره ما راح يعود للوهم والرجرجة فى القول والأفعال
المسألة غياب سلوك الحسم فى حرب جبارة جهاد وقتال
المسألة دعم أو مش دعم رايحين لفين أهو ده أهم سؤال
أنا مش مصدق مهما صدق العزم انك تشيل الميه في الغربال
كله أخد على البلطجة والخم ومصر مرضانه مرضها عضال
الشهر يسحب خلف منه شهر تقع المروءة مهما هتكون شهم
76 عاما كانت نصيب الأبنودى من عمر الدنيا التى غاب عنها اليوم، تاركا لنا "وجعا" قد تكون الاستزادة من قصائده وحدها هو دوائه الوحيد.
موضوعات متعلقة..حسن طلب يوجه تعازيه للشعب المصرى فى وفاة الأبنودى
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة