لا أدرى لمن غير الله وبعده يمكن أن يشكو المواطن البطل المصرى الذى عاش حياته كاملة بكد، ويقاتل رياضيًا لصالح هذا الوطن، خاصة الأبطال الرياضيين الذين لم يلحقوا بقطار الاحتراف، بل لحقوا بمن وظفوا الاحتراف للاغتراف والتمسك بالكراسى التى تحتاج إلى تغييرها بأخرى من مادة «التيفال» غير القابلة للصق!
أقول قولى هذا ولتكن شاهدًا سيدى القارئ عقب وفاة النجمين حسن الشاذلى، الهداف التاريخى للكرة المصرية، ليعقبه عزالدين يعقوب، نجم نجوم الكرة فى الثغر السكندرى، وكبير هدافى شط الإسكندرية الذى مثل مصر كرويًا، وكان بطلًا فى سباق الـ100 متر حواجز أيضًا!
سيدى القارئ إليك نرصد ما تابعناه عقب حالتى الوفاة، حيث إننا فى المحروسة اعتدنا أن نبكى ونولول عقب فقد عزيز لدينا لمدد كفيلة بأن تشعرك بأن مسؤولى هذا الوطن لا يمكن أبدًا أن تنتظر منهم أى فعل يرضى ضمائر الوطن.. آى والله!
لا أدرى متى تتوقف سيارتى ثورتى 25 يناير و30 يونيو أمام المقابر الرياضية، وعلى رأسها مقرات كرة القدم التى هى سبيل السعادة الدائم للمواطن، وأبطالها على مدى الأجيال المنسية تحديدًا كانوا الأكثر قدرة على استيراد السعادة للوطن والمواطن، وأيضًا كتابة صفحات من تاريخ مصر الكروى.. تخيلوا! لم نكن مع أجيال العظماء الذين لم يتبق منهم غير جيل الستينيات نهزم عربيًا ولا أفريقيا.. إنهم من كانوا يحققون الجزء الكروى الرياضى من «الريادة» المصرية المفقودة.. مش كده؟!
كل هؤلاء يا صاحب السعادة المواطن المصرى أصبحوا نسيًا منسيًا، ولم يحدد لهم بيت الكرة أى نسبة من دخل صناعة الكرة المنهوبة تحميهم من سؤال اللئيم، بل يرصد للذين يسافرون ويأكلون ما لدينا كل الأشياء.. ولمن لا يصدق أو يتصور أننى غاوى نكد نبرهن على ما نقول!
تصور سيدى القارئ، عزيزى المسؤول أن نجما كرويًا يحمل تتويجًا أفريقيًا أو عربيًا، أو مثّل منتخب بلاده، تتمطع الدولة واتحاد الكرة بالجبلاية ليعطياه 1800 جنيه سنويًا، نعم ألف وثمانمائة جنيه مصرى لا غير يا سادة.. أعوذ بالله!
المثير أن المنظومتين، الوزارة والاتحاد، يتشدقان طوال الوقت بأنهما يملكان خيرًا وفيرًا.. والفلوس زى الرز!
هؤلاء النجوم لا يعرف عنهم أحد سيدى القارئ إلا عندما يغادرون الدنيا بكل ضجيجها، فإذا أتى أمر الله، تجد المسؤولين والكرويين والجبلاويين يستعدون بالبدل السمراء والكرفتات ليسرقوا الكاميرا من «جثث» الأبطال بالسير خلف نعوشهم، بل ربما يدفعون بأولادهم إلى الصفوف الخلفية من شدة الارتباط بخطف الكاميرا!
الله على ما أقول شهيد.. هل يكفى بطل عاش شبابه فى خدمة منتخبات بلاده أن يعيش بـ150 جنيهًا فى الشهر؟!
هل يجوز أن تفتح خزائن الوزارة على البحرى لكل من يقوم بتقديم أوراق اعتماد لـ«لجنة» أو «تكوينة» أو اتحاد لا يعرف أحد عنه شيئًا لتحقيق غنائم مالية، تقابلها نشرات إعلامية، بينما أبطال خدموا هذا الوطن يصرف لهم بعد المعاناة 150 جنيهًا شهريًا!
سيدى القارئ، هل تعرف كيف يعيش جيل الستينيات؟ هل تعرف أين يعيش مصطفى رياض، فؤاد جودة، محمود حسن «الكهفى»، وكذا من كل المحافظات.. أيضًا هناك فكرى مرسى، وشحتة الإسكندرانى، هل تعرف أين يقطن صفوت عبدالحليم؟
إنهم نجوم قدموا لمصر الكثير والكثير، ولن أفصح عن أسماء أخرى حتى لا يتعرضوا هم وأسرهم للحرج البالغ سيادتك!
حتى «التكوينة» القائمة، وهى جمعية اللاعبين القدامى، ستجدها تتسول من القاصى والدانى، وإذا أعطتها الوزارة مبلغًا يجب أن ينشر فى كل النشرات، فكم يصل لكل عضو؟! ربما قرابة الـ300 جنيه شهريًا، وبصفة غير منتظمة أحيانًا، واسألوا مجلس إدارتها المحترم!
سيدى القارئ، يمكن ببساطة أن تأمر الدولة اتحاد الكرة، إن أرادت، فيقوم بوضع نسبة فى عقود اللاعبين، وعلى السماسرة الذين لا يحاسبهم أحد، أو على الأكاديميات التى لا تعرف عنها الوزارة شيئًا، بل حظرت تأجير واحدة منها لخلق الله.. هذه النسبة مع قائمة من الأسماء التى قدمت لمصر ستحفظ لهم ماء وجوههم، وترحم أنات الشيخوخة التى يعانونها بعيدًا عن الأضواء!
سيدى القارئ، هذه المرة لن ندخل بقوة فى «قوائم البركة» لوزارة تملك من الميزانيات ما يكفل لكل بطل مصرى أن يعيش كريمًا فى وطنه، وسنترك وقتًا لتدارك الأمر فى عجالة، فيما لو أراد معالى الوزير المواطن خالد عبدالعزيز أن يعرف ما يدور فى كل أدوار المبنى الكبير، ويكفى أن هناك سكانًا من الجماعات لا يجرؤ أحد على خلعهم.. بس مش دى المشكلة!
سيدى القارئ هل أنت معى أن نهيب بالسيد رئيس الوزراء أو حتى السيد رئيس الجمهورية أن يرفض اعتماد أى قانون للرياضة دون مادة صريحة، نقول مثلاً.. مثلاً: «كل من أعطى لمصر ومثّل منتخباتها دوليًا له حق العلاج المجانى بكامل أنواعه فى أفخم المستشفيات، وله الحق حال عدم وجود وظيفة واضحة تدر دخلاً منطقيًا فى أن يتقاضى أجرًا يماثل أجر أى مدير عام، أو حتى وكيل وزارة مع البدلات والبابا غنوج، لأنهم هؤلاء البهوات لا وجود، ولا أى لازمة لحضراتهم دون هؤلاء الأبطال.. مش كده؟!
سيدى القارئ، لعلك لن تخذلنى وستتحدث أنت أيضًا نفس اللغة لنثبت أن هذا الوطن لا يأكل أولاده أبدًا، إنما كل الحكاية أن هناك كتيبة إعدام فى كل الأماكن يجب الخلاص منها.. هؤلاء خدموا مع كل الأنظمة، وبكل تبجح مازالوا موجودين، وبكل سلبية لا تقوى الأيادى المرتعشة على رفعهم من الخدمة، سواء فى الشباب والرياضة، أو فى أماكن عدة أخرى، إنما هذه الأيادى تضنّ على من أعطى لهذا الوطن، فهل يفعلها السيد رئيس الوزراء؟!.. سننتظر ونرى.. ثم نتكلم!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد المالح
جيت على الجرح