إبراهيم داود

الذوبان

السبت، 25 أبريل 2015 06:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السرعة الزائدة لسائق المركب، هى التى تسببت فى غرق مركب نهرى فى النهر الخالد يحمل 510 أطنان من الفوسفات الثلاثاء الماضى، إثر اصطدامه بجسر «دندرة» فى محافظة قنا.. هكذا قالت التحقيقات، الكل أكد أن ما حدث كارثة، وتم تشكيل لجان، بعضها رباعية، وبعضها «خلايا» أزمة، وتم إعلان حالة الطوارئ فى المنطقة، وفى النهاية قال المسؤولون إن الخبراء الفنيين توصلوا إلى أن العينات التى أخذت من المياه نتيجتها سلبية، لأن حمولة الفوسفات غير قابلة للذوبان فى الماء.. قبل حادث السرعة الزائدة بأيام كان رئيس الجمهورية قد وقّع على وثيقة جاء فيها «فى ظل هجمة شرسة يتعرض لها نهر النيل، شريان حياة المصريين، وهبة وجودهم، واحترامًا لدستور مصر الذى أقسمنا جميعًا عليه، والذى يقر بالتزام الدولة بحماية نهر النيل والحفاظ على حقوق مصر التاريخية المتعلقة به، وترشيد الاستفادة منه وتعظيمها، وعدم إهدار مياهه أو تلويثها، فإن لكل مواطن الحق فى التمتع بنهر النيل، ومحظور عليه التعدى على حرمه، لذا فإننى أعلن اشتراكى فى لجنة «حراس النيل» لحماية النهر من التعدى، أقوم بدور رقابى شعبى، أتابع شؤون النيل، وأشارك فى توعية المواطنين ضمن الحملة القومية لحماية النهر، وأقسم على عدم تلويثه أو التعدى عليه»، وقبل ثلاثة أشهر قال رئيس الوزراء على هامش إطلاق الحملة القومية لحماية النيل: «إن المستشفيات مليئة بمرضى الكلى والكبد، لأن هناك من يلقى بمياه الصرف الصحى ومياه الصرف الصناعى، وكلها سموم تهدد حياتنا جميعًا»، الحكومة صادقة فى حملتها الجديدة لحماية النهر، لكنها غير قادرة على منع إلقاء- حسب المركز القومى للبحوث- أربعة ملايين طن من الملوثات الصناعية والزراعية والسياحية سنويًا فى شريان حياتنا، لن نضع فى أولوياتنا فى هذه اللحظة الفارقة إزالة التعديات الخاصة والحكومية التى حرمت الناس من مشاهدة النيل رأى العين، وسنكتفى بما نسمعه عنه من أغانٍ وقصائد، لكننا نحلم بكوب ماء نظيف.. ما دمنا تأكدنا أن الفوسفات لا يذوب فى الماء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة