نخاطب من لإنقاذ فرقة دسوق المسرحية؟ نخاطب وزير الثقافة أم نخاطب رئيس الجمهورية الذى أصبح المسؤول الوحيد فى مصر الذى يستجيب للشعب المصرى فى شكواهم فى ظل تقاعس باقى المسؤولين عن أداء دورهم الطبيعى وتجاهلهم لاستغاثات الناس والاستماع إليهم؟
كان هذا لسان حال أعضاء الفرقة بعد أول عرض لها على مسرح قصر ثقافة مدينة فوة بقيادة الفنان علاء مرسى بعد أن فشلت كل المحاولات للعرض فى مدينة دسوق التى تأسست فيها الفرقة فى الستينيات كواحدة من أقدم الفرق المسرحية التابعة لقصور الثقافة فى مصر، والسبب عدم وجود مكان أو مسرح للعرض، بعد أن تحول قصر ثقافة دسوق إلى خرابة منذ 8 سنوات ولم تتدخل أى جهة لإعادة ترميمه وإصلاحة وإعادة النشاط الفنى والثقافى الذى توقف منذ منتصف الثمانينيات.
يبدو أنه لم يعد ملاذ أمام الفرقة سوى توجيه استغاثة للرئيس السيسى للتدخل لإنقاذها من التوقف مرة أخرى بعد أن نجح أحد أبناء هذه الفرقة فى الثمانينيات، الفنان علاء مرسى فى حشد الطاقات والمواهب الشابة فى المدينة مع ما تبقى من أعضاء الفرقة القدامى أمثال ناصر يونس والسعيد الملاح ومصطفى غراب ومهندس الديكور إبراهيم رياض واستطاعوا مساء الخميس فى تقديم عرض مبهر بعنوان «راجعين تانى» بإمكانيات أقل ما توصف بأنها «ضعيفة للغاية»، وفى حضور رئيس هيئة قصور الثقافة الكاتب المسرحى محمد عبدالحافظ وعدد من مسؤولى وزارة الثقافة، وجمهور ضاقت بهم قاعة العرض التى لا تتسع لأكثر من 200 شخص فقط.
ويبدو أن الدكتور عبدالواحد النبوى وزير الثقافة الجديد غير مهتم بقصور الثقافة ولا بالفرق المسرحية التابعة لها التى تخرج فيها نجوم كثيرة وجذبت الكثير من مواهب الأقاليم، وكانت فى سنوات الستينيات وحتى السبعينيات وبدايات الثمانينيات منارات للثقافة ونشر الوعى ومحاربة أفكار الجهل والظلام فى ريف ومدن مصر من أقصاها إلى أقصاها، فلم يخرج علينا سيادته بخطة واضحة لإنقاذ قصور الثقافة التى تاهت وخربت فى دروب الإهمال والقصور والفساد وضاعت فيها ملايين الجنيهات. ولم يسارع لإنقاذ قصور الثقافة التى تحولت إلى خرابات مثل قصر ثقافة دسوق ولم يجد أبناء المدينة مكانا لتفريغ طاقاتهم الإبداعية والفنية فيه. وليس أمامهم الآن سوى الشارع لعرض إبداعهم فيه طالما أن شكواهم واستغاثاتهم لا تصل إلى وزير الثقافة.