الحوار أصبح بالرصاص بين المواطنين، وما أكثر الأسلحة فى السوق السوداء، منها الميرى، ومنها المستورد، ومنها ما هو صناعة تحت السلم، وما أوفر الطلقات التى تباع فى الشوارع، وعلى النواصى، وفى أسواق الجمعة والأحد والاثنين بحسب منطقتك أو محافظتك
إذا كان السلاح متوفرا أكثر من رغيف العيش فليس من الغريب أن يكون الحوار والعتاب بالرصاص، ناهيك عن المشادات والشجارات، وإذا كنا نقوم وننام على أخبار العنف ضد الشرطة والجيش من الإرهابيين، وإذا كنا نواجه حرب المخربين على أبراج الكهرباء فى طول مصر وعرضها، فمن المتوقع أن تعود جرائم الثأر والعصبية الجاهلية والعنف مرة أخرى.
لكن من غير المتوقع أن يظهر السلاح، وتنطلق لأتفه الأسباب مشاجرة ببولاق الدكرور بالأسلحة النارية لخلاف على رش الأرض بالمياه وسقط عدد من المصابين، مشاجرة أخرى ببنى سويف بين عائلتين بعد اصطدام أحد أفراد العائلة الأولى بفرد من العائلة الثانية أثناء تنزهه بدراجة على موتوسيكل، وتطور النقاش إلى إطلاق الرصاص، مما أدى إلى سقوط قتيل وعديد من الجرحى، وفى المنوفية مشاجرة عنيفة بين عدة عائلات بسبب لعب الأطفال فى الشوارع!
يمكن أن نفهم منطق الثأر فى الصعيد رغم رفضنا له، وندعو إلى البناء على ما تحقق من جهود طوال سنوات لحصار هذه العادة الدموية، لكننا لا يمكن أن نفهم أو نستوعب أن يخرج مواطن سلاحا ناريا من جيبه ويطلقه على جاره لمجرد كلمة فى الهواء، أو لأن طفل الجار دفع طفله فأوقعه على الأرض، أو لأن جاره لم يقل له صباح الخير! كيف وصلنا إلى هذا الحال من المرض الروحى والنفسى؟
كيف وصل الأمر بنا إلى أن يكون قرار قتل الآخرين سهلا يسيرا؟ إذا كان قرار قتل الآخرين بهذه السهولة، ألا يشير ذلك إلى رغبة فى الانتحار والموت؟ ألا يشير ذلك إلى كراهية الحياة؟
السؤال كبير، ويجب أن نحتشد لمحاولة الإجابة عنه، لكن الأولى أن نبحث عن طريقة نستعيد بها محبتنا للحياة من جديد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سليمان صلاح
ماتزعلش الدولة فى غيبوبة
الدولة فى غيبوبة .. ويجب جمع السلاح من الايدى