لن أستطيع أن أصف لك مدى سعادتى بالحملة التى يقودها الفنان الحقيقى «علاء مرسى» من أجل استعادة مسرح دسوق من أنياب الجهل والفوضى والقبح والإهمال، فهذا الفنان الذى يعد من أكثر أبناء جيله موهبة لم يجر كغيره وراء المال والشهرة والظهور، ولم يدشن الحملات من أجل الحصول على أدوار البطولة وتقديم كل ما هو فارغ وتافه، لكنه أيقن أن بقاء الفنان مرهون ببقاء الفن، وأن مجتمعنا لن ينصلح إلا إذا أخلص كل واحد لقضيته وعمل من أجلها، ولهذا شق علاء مرسى طريقه نحو التنوير بإزالة أسباب القبح فى محيطه الضيق فى مدينة دسوق، مناضلا من أجل إعادة افتتاح مسرحها المهجور، ليضىء شمعة الفن والحب والحرية بدلا من أن يلعن ظلام الجهل والتخلف والرجعية فحسب.
فنان حقيقى، وليس من مدعى الفن ومرتزقته، قرر ألا يترك بلدته تعانى من ميراث الضحالة والفساد المتراكم عبر سنوات، وجسد بمجهوده الشخصى فكرة «النزول إلى الناس» التى يتغنى بها المثقفون وكأنها أسطورة من أساطير الكون، وقرر أن يبدأ بنفسه وببلدته المنسية فترك كل ما يشغله عن حلم إشاعة النور فى مسقط رأسه وأصبح فنانا بدرجة مقاتل متعهدا ألا يهدأ إلا حينما يعيد لمسرح بلدته أمجاده، ويرى إخوته فى مدينته الأم كيف يغير الفن شكل الحياة وطعمها وكيف يحول الظلام إلى نور والغياب إلى حضور.
يقول شاعر مصر الأكبر «عبدالرحمن الأبنودى» فى إحدى قصائده الخالدة
إذا مش نازلين للناس فَ بلاش
والزم بيتك..
بيتك.. بيتك
وابلع صوتك
وافتكر اليوم ده لإنه تاريخ موتى.. وموتك
إذا مش نازلين للناس فَ بلاش
مادام الدايرة ماكاملاش
والحاجة ماتاماش
وأصحاب الحاجة ماعارفاش
إيه المعنى وأى بطولة ف إن حياتنا وأحلا سنينَّا.. يروحوا بلاش؟
حاجة ماراكباش!!
وفى الحقيقة فإننى أرى أن ما يقوم به «علاء مرسى» هو ما يجسد معنى النزول إلى الناس بحق، كما أننى على يقين أنه سينتصر على الفساد المقيم فى وزارة الثقافة لأن الحق لا يضيع ما دام وراءه «مقاتل».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة