انتظروا مئات الفتاوى من التصريحات النارية والتحليلات السياسية الخارقة رداً على تصريحات الرئيس السيسى التى أعلن فيها أن الانتخابات البرلمانية لا يمكن إجراؤها عمليا قبل شهر رمضان أو خلال الشهر الكريم بسبب ظروف الصيام وامتحانات طلاب الثانوية العامة.
سيخرج النشطاء إياهم على فيس بوك وتويتر ببوستات وهاشتاجات نظام السيسى مش عايز يعمل الانتخابات، الحكومة خايفة تمشى بعد البرلمان وقاعدة تعطل إجراء الانتخابات لأطول فترة ممكنة، النظام مبسوط كده إن مفيش برلمان يراجع قراراته ولا يرفض مشروعات قوانينه.
وسيخرج سياسيون يقولون إن ما تنبأوا به حدث، وأن الحل فى إجراء الانتخابات الآن وفوراً وإلا سيكون لدينا حالة فراغ سياسى ومشروع ديكتاتور هو الآمر والناهى وحكومة لا رقابة على وزرائها!
خدلك شهر أو شهرين فى هذا الجدل الدائر عمال على بطال وستفاجأ بأن شهر رمضان المعظم على الأبواب فعلاً وأن دار الإفتاء تستطلع الهلال، وأن الأولاد والبنات فى مأزق الثانوية العامة، وإن الناس بتفكر فعلاً إزاى تدبر احتياجات الشهر الفضيل وهدوم العيد، وإن الوقت مش وقت انتخابات خالص!
لا أحد فى الجدل الذى سيدور من الآن وحتى إجراء الانتخابات سيتحدث عن فشل الأحزاب جميعها فى تقديم مشروع قانون أو إضافات عليها القيمة فى الحوارات الشهيرة التى جمعتها برئيس الوزراء ومستشاريه القانونيين.
ولا أحد فى الجدل الذى سيحتدم ويملأ الفضائيات سيلتفت إلى أن النظام فى أمس الحاجة لاستكمال مؤسسات الدولة، حتى أمام العالم ولتشجيع حركة الاستثمارات ولاستكمال المشروعات المقررة، وأن السيسى لديه ألف سبب وسبب للتعجيل بإجراء الانتخابات لكن الخوف من حروب الطعون وألاعيب كتائب الإخوان القانونية أمام المحاكم هى التى تجعل لجنة تعديل قوانين الانتخابات تعيد وتزيد حتى لا تقع فى المحظور.
ومع ذلك «كل تأخيرة وفيها خيرة» كما يقول أولاد البلد، وكل برلمان وأنتم طيبون.