أخيرا تراجع المدعو شريف الشوباشى عن دعوته الشاذة بمطالبته بتنظيم مظاهرة خلع الحجاب فى ميدان التحرير، أخير انتصر صوت العقل على صوت المراهقة والتفكير العشوائى، أخيرا عاد الرجل إلى رشده وقال بالنص: «لا أستطيع تحمل تعريض فتاة للأذى من بعض المتطرفين الذين يلجأون للعنف، والمرحلة الحالية تحتاج إلى تمهيد مجتمعى لهذه الدعوة تخوفا من الذين ينسبون أنفسهم للإسلام، فهناك فى مصر من اعتادوا على العنف والتطرف»، هذا هو اعتراف كامل من شريف الشوباشى بأن مجتمعنا لا يتحمل دعوته الشاذة ليس كما يقول لعنف التيار الإسلامى بل لأن شعب مصر بفطرته متدين ولا يعشق «الفرنجة والبرنطة» ومن يريد أن يغترب بهذا الوطن أمثال شريف الشوباشى الذى يعد تراجعه جزءا من العودة للثواب والمنطق وحتى لو برر الشريف تراجعه بتخوفه على الفتيات التى يردن أن يخلعن حجابهن فإنه تراجع محمود وأخشى أن تأخذه العزة بالإثم فيقول إنه لم يتراجع، وهذه إحدى صفاته يقول ثم يتراجع.
عموما بتصريحات الشريف حول إغلاق قضية الحجاب يكون قد أغلق بالفعل بابا من أبواب الشر الذى كان سيصيب الأمة كلها، خاصة وأن هناك من يتربص بمصر ويستغل دعوات بعض العلمانيين أمثال شريف الشوباشى والتى تتعلق أغلبها بقضايا جدلية والحديث فيها يضر ولا يفيد باعتبارها إما حرية شخصية أو أنها فرض من الله سبحانه وتعالى مثل قضية الحجاب وهى من القضايا المثيرة والتى لا يحتمل فيها الحديث، خاصة وأنه لا يوجد قانون يحرمه أو يمنعه فالعملية اختيارية وهى علاقة بين الله وعبده، وهى من الأمور التى لو تم فتحها على طريقة الشوباشى والذى يريد الخلع أو على طريقة السلفيين الذين يريدون الستر فإن هذا يعنى حربا شرسة فى هذا المجتمع، لأن الحقيقة تقول إن السلفيين فشلوا فى فرض الحجاب على طريقتهم، وكذلك فشل الشوباشى فشلا ذريعا فى أن يفرض رأيه فى خلع الحجاب فى مظاهرة بميدان التحرير، فالقضية قبل كل شىء قضية إيمانية لا يمكن أن يفرض أحد على الآخر شيئا، فمن شاء فليتحجب، ومن شاء فليخلع، المهم ألا تكون على طريقة المدعو شريف الشوباشى الذى نحمد الله أنه تراجع عن فكرته الشاذة.