لا يمكن وصف نتيجة الاختبارات الشفوية للمتقدمين للوظائف الشاغرة بالمكاتب الخارجية، التابعة لهيئة تنشيط السياحة، بأقل من أنها فضيحة، خاصة إذا علمنا أن أول الراسبين فى هذه الاختبارات رئيس قطاع السياحة الدولية بالهيئة، الذى لم يحصل سوى على %65 فقط فى امتحان اللغة الإنجليزية، مما يؤكد أن اختياره من الأساس لرئاسة قطاع السياحة الدولية كان خطأ لا يجب السكوت عليه.
نتيجة الاختبارات التى نشرتها الزميلة ميرفت رشاد على موقع «اليوم السابع» قبل يومين تؤكد الخلل الذى أصاب منظومة مهمتها الترويج للسياحة المصرية فى الخارج، القائمون على هذه المنظومة ممن يفترض أن نطاق عملهم مرتبط بالأجانب لا يجيدون اللغة الإنجليزية، فكيف سينجحون فى مهمتهم.
قائمة الراسبين فى اختبارات اللغة طويلة داخل هيئة تنشيط السياحة، مما يكشف حالة الترهل التى أصابت الهيئة بل والاستسهال فى عملية اختيار الموظفين فى مناصب هم ليسوا أهلا لها.
القضية أكبر من فكرة رسوب موظف أو عشرة فى اختبارات لغة، بل هى أعمق وأكبر من ذلك بكثير، لأنها تعطى مثالاً حياً على نوعية من الموظفين، ممن ارتضوا العمل بالشكل البيروقراطى، ولم يمنحوا لأنفسهم الفرصة لتطوير أدائهم، وكل أملهم أن تسير الاختيارات للمكاتب الخارجية وفق المنظومة الفاسدة التى كانت تسير عليها الدولة فى الماضى، منظومة اختيار أهل الثقة والمعرفة على حساب أصحاب القدرة والعلم.
هذه ليست مشكلة هيئة تنشيط السياحة فقط، وإنما مشكلة هيئات كثيرة فى مصر مسؤولة عن تحسين صورتنا بالخارج والترويج للسياحة والآثار المصرية، لكن للأسف اختياراتهم محكوم عليها بالفشل مقدماً، لأن الاختيار إما يكون بنظام الدور الذى لا يراعى المهارات والقدرات الشخصية، أو يكون من خلال ترشيح من جانب هيئة أو مسؤول كبير فى الدولة لا ترد له كلمة، والنتيجة واضحة تماماً وهى الفشل بكل ما تعنيه الكلمة.
ما حدث فى هيئة تنشيط السياحة ينبغى أن يكون جرس إنذار لكل مؤسسات الدولة المعنية بإرسال موظفين مصريين للخارج فى مهمات عمل بأن يكون اختيارهم بناء على القدرة والمهنية، وليس المعرفة الشخصية أو بمعنى آخر «الكوسة».
عدد الردود 0
بواسطة:
someone
respect
عدد الردود 0
بواسطة:
صباح
واسطة