عدد من الكتاب والإعلاميين المحسوبين على ما يسمى بالنخبة المثقفة المصرية لا ينظرون فى تناولهم للأوضاع الحالية فى مصر إلا تحت كعوب أحذيتهم، ويصرون على فرض رؤيتهم على الرأى العام وخلق حالة من التشويش واليأس والإحباط لأسباب خاصة بهم، إلى الحد الذى طالب بعضهم من الرئيس السيسى بضخ موجات أمل جديدة على أساس أن هناك حالة يأس لا يراها سواهم تسرى فى شرايين المجتمع المصرى.
هم ينتظرون من الرئيس "موجات أمل" وهم ها هنا فى منابرهم الإعلامية وأعمدتهم اليومية قاعدون لا دور لهم ولا وظيفة سوى الانتظار، والمسئولية وحدها يتحملها الرئيس وحده، وعليه أن يحارب معارك مصر الداخلية والخارجية بمفرده دون مشاركة من أحدهم لأن دورهم فقط هو انتظار موجات الأمل لعلها تنهمر من سماء الرئاسة للاغتسال بها من ذنوب اليأس والإحباط التى تسيطر عليهم ونزلت عليهم فجأة دون مقدمات، رغم أن الواقع ليس بالصورة القاتمة التى يصورونها.
للأسف العالم الخارجى ومراكز الدراسات الخارجية لم تشارك أصدقاءنا من النخبة نظرة الإحباط و"الضرب فى الرئيس"- على حد تعبير الزميل أكرم القصاص- وتعطى الدرس لهم فى التحليل الموضوعى للأوضاع الحالية فى مصر، حتى العدو الإسرائيلى يخالف هؤلاء فى يأسهم ويرى أن مصر فى عهد الرئيس السيسى حققت إنجازات كثيرة رغم الحرب الشرسة ضد الإرهاب فى الداخل.
فى الأسبوع الماضى كتب السفير الإسرائيلى السابق فى مصر تسيفى مزائيل، مقالا له على موقع معهد القدس للدراسات السياسية والاستراتيجية، يحذر فيه إسرائيل من أن مصر فى عهد السيسى تسابق الزمن، ويشهد السفير الإسرائيلى بأن السيسى يمتلك الرؤية الإستراتيجية والموقف الواضح من الأمن القومى المصرى والعربى، فهو يحارب الإرهاب فى الداخل، ويشارك فى عاصفة الحزم لوقف المد الإيرانى فى المنطقة وتقليص النفوذ الإيرانى فى السيطرة على باب المندب.
ويعترف مزائيل بأن الجيش المصرى حقق انتصارات كبيرة على الجماعات الإرهابية فى سيناء وحاصرها فى مناطق معينة دون أن تتمكن إلى المتجعات السياحية فى شرم الشيخ وإلى قناة السويس.
اللافت فى الشهادة الإسرائيلية على لسان السفير السابق فى القاهرة هو الاعتراف بنجاح المؤتمر الاقتصادى فى جذب مليارات الدولارات من الاستثمارات، وإنشاء مشروعات اقتصادية ضخمة مثل مشروع قناة السويس، وأن السيسى مهتم بدعم التعليم والبنى التحتية.
هذه هى المفارقة المدهشة بين إسرائيل العدو التى تنظر بجدية إلى ما تحقق فى مصر وبين نخبتنا المحبطة الجالسة فى مكاتبها تنتظر موجات الأمل ولا شىء مطلوب منها سوى الانتظار والإحساس بالإحباط واليأس.
هناك أزمة لدى بعض الأصدقاء واعتقادهم بأن اليأس والإحباط والهجوم على الرئيس هو الذى يبقيهم دائما تحت دائرة الضوء ويبعدهم عن دائرة شبهات النفاق للنظام الجديد حتى لو كان نظام وطنى .