نعيش العصر الذهبى للإعلاميين، فقد أصبح الإعلامى اليوم بمثابة السلاح الفتاك الذى يصيب الهدف بسرعة فائقة ودون أى تكلفة! يا له من سلاح رخيص الثمن عدد ضحاياه بالملايين! ذخيرته تكمُن فى الكلام المُقنع المعسول، والبدلة الأنيقة والساعة البراقة باهظة الثمن، والديكورات الخلابة مع مزيج من ادعاء بطولات وهمية وقليل من المزايدات، وصوت عالٍ إذا لزم الأمر، وبعض من الشعارات الاشتراكية لمغازلة الفقراء.. المشاهد كوبرى للعبور نحو الملايين، والإعلامى يعبر ويتوغل وينتشر ويكبر ويترعرع، وتجده يقوم بعمله المزعوم بكامل طاقته ولياقته، حتى وإن كان كل ما يقوله هذا عبارة عن تزوير رسمى للتاريخ والحاضر والمستقبل، وإليكم بعض أمثلة التزوير:
النشطاء الشرفاء أنبل من أنجبت مصر، يُضَربون من قِبَل الشرطة أثناء موقعة محمد محمود أمام وزارة الداخلية التى يريدون اقتحامها بس!
البرادعى «الذى هرب فى أحلك ظروف مصر» وطنى شريف، إنجازاته تخطت مبارك، وهو الأنسب لرئاسة مجلس رئاسى فى مرحلة انتقالية!!
البتاجى وصفوت حجازى ومرسى العياط والشاطر عانوا من بَطش رجال أمن الدولة وظلمهم لهم ولإخوانهم كافة. «بالطبع روج هذا أيام حُكم الإخوان!
الضربة الجوية ما هى إلا أكذوبة عشناها فقط بسبب أن مبارك كان رئيساً للجمهورية، وأن البطل الحقيقى هو الفريق سعد الشاذلى!
مبارك أهمل كل الكفاءات وحظر المناسب على شخوص بعينها، فى حين أن مبارك ترك الحُكم منذ أكثر من أربع سنوات، ولم نر كفاءة واحدة قد ظهرت على جميع الأصعدة!
يناير تفوق شعبيتها أى شعبية أخرى فى بر مصر! علما بأن مرشحها حمدين لم تتجاوز أصواته أمام السيسى الخمسين ألف صوت! وبالانتخابات الأخرى حصد شفيق، رجل مبارك، أكثر من ثلاثة عشر مليون صوت! شىء مُضحك.
إن علاء عبدالفتاح ثورى نبيل وناشط سياسى من طراز جيفارا، علماً بأنه ضرب جنود قوات مسلحة، وحاول قيادة دبابة أمام مبنى ماسبيرو، هذا فضلا عن حرقه مقر الفريق شفيق الانتخابى!
إن الحزب الوطنى الديمقراطى عقيم الفكر، وكل رجاله فاسدون، وأنهم سيطروا على الحياة الحزبية لسنوات، وأعاقوا ظهور أحزاب أخرى، علما بأنهم لم يستطيعوا فى أربع سنوات أن يحققوا أى إنجاز حزبى يذكر، بالرغم من ظهور أحزاب فاقت تعداد سكان مصر تقريباً!
إن القطاع المصرفى فاسد وفاشل بالرغم من ترك احتياطى نقدى 36 مليار دولار صُرفوا بأكملهم فى أعقاب ثورة يناير!
إن مبارك أمر بفتح السجون فى 28 يناير، والعادلى هو من ضرب كنيسة القديسين، وأن جمال مبارك هو من حاول قتل عمر سليمان وكثير من الأكاذيب التى روجها الإعلام وزور بها التاريخ، وزور إرادة الجماهير فى سبيل المجد الشخصى الذى حتما سيزول قريباً، عملا بالمثل الشعبى: «اللى يزيد عن حده ينقلب ضده».