فى الكويت وعلى مدى ثلاثة أيام كنت مشاركا مع نخبة من الإعلاميين والفنانين والمتخصصين العرب فى ملتقى الإعلام العربى فى دورته الثانية عشرة بدعوة كريمة من الصديق الكاتب الصحفى ماضى الخميس، أمين عام الملتقى، وتحت رعاية رئيس الوزراء الكويتى سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، منذ البداية دارت المناقشات الساخنة والجدل الصاخب من الحضور، فالعنوان الذى ينعقد تحته الملتقى كان يدفع للاختلاف فى الرأى حوله ويثير الصخب، فالقضية ساخنة وأصبحت تحتل المساحة الكبرى فى المشهد الإعلامى العربى برمته، وهى قضية الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك والتويتر بشكل خاص.
حالة إجماع من حضور الملتقى على أن مواقع التواصل الاجتماعى اصبحت كالسكين لم يستخدم نشطاؤها سوى نصل القتل المعنوى، والمثل كان حاضرا لتوه فى التصريحات الملفقة المنسوبة لوزير الدفاع السعودى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وهو يهاجم مصر والتى تداولتها مواقع التواصل الاجتماعى واعتبرتها تصريحات صحيحة وتداولها للأسف بعض المثقفين على أنها حقيقة، ولولا عمق العلاقات بين البلدين ووجود عقلاء كشفوا سريعا كذب التصريحات لنشبت أزمة عربية جديدة.
الاتهام الآخر أن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت منفذا لأعداء الخارج لبث الأفكار الهدامة وروح التعصب والفتنة بين أبناء الدول العربية وزرع الفتن الدينية، دون قانون أو لوائح وتشريعات ورقابة تضبط أداء هذه المواقع.
لكن على الجانب الآخر دافع أصحاب المواقع الخاصة عن الفيس بوك وتويتر واعتبروها نتاج حرية الرأى والتعبير وكسر الحواجز والقيود أمام الشباب الذى يمثل النسبة الكبرى من سكان الدول العربية بعد ثورات الربيع العربى، ولابد من تحمل نتيجة التغيير ومرحلة المراهقة الإلكترونية حتى نصل لمرحلة النضج والرشد فى استخدام التكنولوجيا الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعى، المفارقة أن البرلمان الكويتى وبالتزامن مع الملتقى دارت داخله مناقشات أكثر سخونة حول الإعلام الإلكترونى وطالب الأعضاء بقانون يحمى الأمن القومى والحريات الشخصية ويضع ضوابط وقواعد مهنية محددة للمواقع الإلكترونية، فالبلد لا يتحمل الفوضى الإلكترونية دون قانون أو رقابة، الصخب مازال دائرا، والجدل مستمر ولن يتوقف، فشبكات التواصل الاجتماعى أصبحت واقعا مفروضا ولا أحد يستطيع الوقوف فى وجه ثورة الاتصالات الحديثة ولكن يستطيع توجيهها التوجيه الصحيح بمزيد من حرية الرأى والتعبير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة