إبراهيم عبد المجيد

علماء الإسلام

الجمعة، 03 أبريل 2015 07:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك سور بناه رجال الدين عمومًا حول أنفسهم، اسمه علماء الإسلام. لكن من هم علماء الإسلام؟ هل هم أهل الفقه والفتوى

أم هم أهل الفلسفة وعلم الكلام، أم هم رواة الحديث، أم هم أساتذة الأزهر، أم هم شيوخ المساجد؟.. الكلمة تطلق على الجميع من باب التقريظ والمدح، وليست حكمًا نهائيًا، والسبب فى ذلك بسيط جدًا، وهو أنهم جميعًا يستخدمون عقولهم ولا تأتيهم الحقائق من السماء. الباحث فى تاريخ هؤلاء العلماء يجد الخلاف بينهم أكبر من الاتفاق، فكل علماء السنة ليسوا محل رضا عند علماء الشيعة، والعكس صحيح، كل رواة الحديث بمن فيهم البخارى ومسلم ساقوا أحاديث كثيرة لا يقبلها العقل

رغم ما فعلوه من جهد فى البحث والطواف. أشهر رواة الحديث مثل أبوهريرة وابن حنبل يمكن الطعن عليهم، ليس بدراسة الأحاديث نفسها فقط، لكن بعدد الأحاديث. أبوهريرة فاقت أحاديثه الأربعة آلاف، بينما هو لم يجاور النبى إلا عامًا وعدة أشهر، وابن حنبل جمع خمسة وعشرين ألف حديث- أكثر من البخارى ومسلم معًا- ولم يعرف عنه أنه غادر العراق كثيرًا ليفعل ذلك، وهذا ينطبق على الكثيرين. فى تاريخ الفلسفة الإسلامية صراع كبير بين الأشاعرة والمعتزلة، وبين فرق كثيرة كلها تدور حول محورين، الجبر أم الاختيار..

لقد خسر المعتزلة معركتهم الفكرية فى النهاية رغم مؤازرة الخليفة المأمون لهم، اختفت تقريبًا كل كتب المعتزلة، ولم يعثر إلا على القليل منها فى وقت متأخر، لكن هل لا يعد المعتزلة من العلماء؟ هم مفكرون لا يقلون عمن يسمون بالعلماء، وهم من قالوا إن الإنسان مخير وليس مسيرًا.. المعتزلة الذين لم يكونوا فرقة هينة خرجوا من التاريخ الرسمى للفكر الدينى بالقصد والترصد، وباتحاد أهل الجبر مع السلطان الذى جعلوه أيضًا غير قابل للنقاش، وليس على المسلمين إلا طاعته مادام مؤمنًا.. هل يقل ابن رشد عن الإمام الغزالى؟، فى تاريخ الفلسفة لا يقل، لكن الغزالى حرم الفلسفة ووجد الحكام فى تحريمها، وحتى الآن عند الوهابية أقصر الطرق ليظل العقل خاملًا ولا يفكر الإنسان

تحكم شعبًا خاملًا أفضل من شعب يفكر.. الحديث طويل، لكنى أحب أن أنهيه بعبارة تلخص ما جرى، وما وصل بالإسلام والمسلمين إلى هذا الدرك السفلى من الحياة، وهو أن كل علماء السنة كان لهم هدف واحد هو طاعة الحاكم، وعدم الخروج عليه، وكل علماء الشيعة لهم هدف واحد هو أن يصبر الشعب على ما هو فيه حتى يأتى المهدى المنتظر يعيد إليه الحقوق الضائعة! وهكذا كان بعض علماء الإسلام أكبر أسباب ركوده، والأخطر أنهم يعتبرون هذه الصفة سورًا يمنع عنهم كل نقد

بينما فى العلوم الوضعية حيث العلماء الحقيقيون كل يوم تظهر نظرية جديدة تلغى سابقتها وتتطور الدنيا.. المفكرون الرسميون يرون كلامهم نهائيًا مُنزلًا من السماء.. ليس من حقنا أن نفكر بعقل منحنا إياه الله الذى من المؤكد لم يخصهم بعقول مقدسة.. يا علماء الإسلام نحن نحترمكم فنسميكم علماء، فاحترمونا واعتبرونا بشرًا مثلكم.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد مهران

تحية لك ولكل مخلص لدينه ووطنه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة