بالرغم من انتهاء انتخابات نقابة الصحفيين، من أسبوعين ماتزال بعض آثارها تتواصل لدى البعض ممن يصرون على تحويل الأمر إلى قبلية أو أيديولوجية. أو يصفون الخلافات بين بعضهم على حساب مصالح الزملاء. قرأت لزملاء مقالات وردود عليها، تجاوزت الرصد أو الجدل، إلى اتهامات وتقسيمات سياسية أو مؤسساتية. وبدا الأمر أحيانا وكأنه اتهام للجمعية العمومية، أو مؤامرات على بعض المرشحين.
الانتخابات لم تختلف عن سابقتها كثيرا، وانتهت بحلوها ومرها، وخلافاتها ومناوراتها، شخصيا.. اخترت زملاء، بعضهم فاز وبعضهم خسر. وفى تصورى أن النقيب السابق ضياء رشوان أدى دوره فى وقت حساس، أرضى البعض ولم يرض البعض الآخر، لكنه أدى ما عليه، ثم إن النقيب الحالى يحيى قلاش، نقابى عتيد ولديه خبرة إدارية ونقابية ومهنية، وهو يدرك ما تواجهه النقابة، وما يواجهه الصحفيون ومصالحهم.
المهم أن هناك نقيبا جديدا ومجلس نقابة من 12 عضوا، مسؤولين جميعا عن تنفيذ مهام مهنية ونقابية، ومواجهة مشكلات، ومتابعة تشريعات وخدمات، هناك الكثير من القضايا تنتظر مجلس النقابة، تحتاج إلى مجلس موحد يتصدى كله، ويرتفع على أى خلافات موجودة أو سابقة. والزملاء الذين حصلوا على ثقة الجمعية العمومية مسؤولون مع باقى المجلس والنقيب معا، ومتضامنون أن يعملوا لصالح الجمعية العمومية، من دون استقطاب أو مزايدة، ويضعوا مصالح الصحفيين أمام أعينهم، وإن لم يفعلوا لكانوا يخونون ثقة الصحفيين.
نقول هذا بمناسبة ما نراه ونتحسسه، من محاولات لصنع أقطاب داخل النقابة، وتكوين جبهات أو شلل، ومحاولات من بعض الزملاء لصنع جبهات، أو النظر للانتخابات على أنها مواجهة بين مصالح متعارضة، وهو أمر خطر ويهدد وحدة النقابة التى كانت أهم مبادئ الصحفيين طوال عهود، وحتى فى ظل أقسى الظروف، والمواجهات ضد التشريعات الظالمة أو التدخلات، كانت وحدة الصحفيين هم العاصم. ولعل مواجهة سنة 1996 أبرز مثال على ذلك، وماتلاها من مساعٍ ومواجهات.
اليوم هناك 6 زملاء جدد فى مجس النقابة، و6 قدامى فى المجلس، عليهم جميعا مع النقيب يحيى قلاش أن يستعيدوا مبادئ حكمت تاريخ النقابة، أهمها وحدة الصف فى مواجهة التحولات الكبرى، ومن المؤكد أن الزملاء الذين فازوا فى الانتخابات الأخيرة يدركون هذا، وعليهم مع زملائنا القدامى أن ينتبهوا لهذا، وألا يتورطوا فى استقطابات تفسد وحدة الصحفيين وتضيع مصالحهم. ونقول لهم جميعا انتبهوا أيها السادة، ولتتوقف الاستقطابات، والتربيطات الضارة.. بالصحة والنقابة والصحفيين.