لا أدرى على أى أساس تعالت الأصوات التى تهاجم ما أقدمت عليه قبيلة الترابين فى شمال سيناء من مهاجمة معاقل إرهابيى أنصار بيت المقدس فى قرية المهدية، وقتلهم وأسرهم عددا من قيادات التنظيم التكفيرى الخطير وتسليم ما تم القبض عليهم إلى قيادات الجيش والشرطة بالمنطقة. أولا: تحركات أبناء قبيلة الترابين تمت بالتنسيق الكامل مع قيادات القوات المسلحة والشرطة، وذلك ردا على استهداف عناصر التنظيم الإرهابى أبناء القبائل وآخرها حرق منزل أحد زعماء الترابين وذبح صبى لا يتجاوز السادسة عشرة.
ثانيا: الأماكن التى دخل إليها أبناء قبيلة الترابين، أو ما تعرف بمعاقل تنظيم أنصار بيت المقدس الذى غير اسمه إلى ولاية سيناء بعد مبايعته لداعش، هى مناطق وعرة لا يمكن لمدرعات الجيش وعربات الشرطة أن تدخلها، ومن ثم فقد اعتبر أعضاء التنظيم الإرهابى أن المنطقة قاعدة محصنة ينطلقون منها إلى عمليات زرع الألغام على الطرق السريعة أو قطع الطرق وتصوير عناصرهم كأنهم يتحكمون فى شمال سيناء.
ثالثا: عمليات أهالى سيناء الوطنية إلى جانب القوات المسلحة والشرطة فى وجه أعداء الوطن وكل أشكال الاحتلال الأجنبى يثبتها التاريخ منذ عقود طويلة وتسجلها الأيام الراهنة كجزء من المقاومة الشعبية اللازمة لمواجهة الأخطار التى تحيق بالبلاد.
رابعا: المنتقدون من المواقع المتطرفة أو أنصار الجماعات الإرهابية، مرعوبون من التصعيد النوعى لمواجهة الإرهاب فى سيناء، والذى يعتمد على الاختباء وشن حرب عصابات وعمليات جبانة لإجهاد قوات الجيش والشرطة، وهؤلاء المنتقدون يعرفون كيف تم القضاء على الإرهاب فى التسعينيات من القرن الماضى فى الصعيد بطبيعته الجبلية بمساعدة أبناء القبائل والعائلات الكبيرة الذين حملوا السلاح ووصلوا إلى أوكار وجحور الإرهابيين فى الجبال بسهولة.
خامسا: من يصورون الأمر على أنه ينذر بحرب أهلية فى سيناء أو أنه نوع من العجز من قبل الجيش والشرطة، أقول لهم، إن ما ترددونه هو نفس الدعاية التى يتبناها أعداء البلد المرعوبون من انتفاضة القبائل فى وجه الإرهابيين والتى تعنى منذ اليوم عدم التستر على إرهابى، وعدم الاكتفاء بالإبلاغ عنه بل مهاجمة الجحر الذى يختبئ فيه ومنعه من الإفساد فى الأرض.