ناصر عراق

الأزهر وبحيرى...أمة تعيش فى الماضى!

السبت، 04 أبريل 2015 03:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المعركة المشتعلة الآن بين الإعلامى إسلام بحيرى وبعض شيوخ الأزهر تؤكد أننا أمة تعشق الإقامة فى الماضى السحيق، وتهرب من مواجهة الحاضر، وترتعب من التفكير فى المستقبل!

أمة لا يشغلها التخلف والفقر والمرض بقدر ما يهمها الدفاع عن ابن تيمية وابن عكرمة اللذين عاشا قبل قرون سحيقة! أمة تصاب بالذعر إذا تحدث أحد برأى يخالف الآراء الشائعة، وكأن ديننا الإسلامى العظيم هش، لا سمح الله، لا يحتمل الأفكار المعارضة حتى لو شط صاحبها أحيانا واختلف مع بعض ما جاء فى كتب التراث!

هذا باختصار ما يدل عليه المشهد البائس بين المؤسسة العريقة والإعلامى الشهير، ولست هنا للدفاع عن أحد، لكنى أتحدث بوصفى مهتمًا بالشأن العام فى بلادى، وللأسف، يوضح المشهد الحالى أننا نمتلك «مهارة» ضخمة فى الهرولة نحو الأزمنة السابقة عند أى خلاف، وكأن الرجال الأفذاذ والمفكرين العظماء ظهروا فقط منذ قرون واختفوا إلى الأبد، وما نحن سوى «أولاد» صغار جهلاء نهرع فورًا إلى «آبائنا» القدامى طالبين منهم النجدة والإرشاد عند كل مشكلة تواجهنا، علمًا بأن مشكلات القدماء كانت هينة جدًا بالقياس لتعقيدات الزمن الحالى!

لا أعرف.. كيف تقدم الغرب واليابان والصين بدون ابن تيمية ولا ابن عكرمة؟ ولا أدرى كيف يعيش البشر فى البلدان الأخرى حياة أكثر رقة وإنسانية وجمالا رغم أنهم لا يمتلكون «العباقرة» الذين «يضيئون» تاريخنا منذ قرون بعيدة؟ بينما نحن، رغم فخرنا بهؤلاء «العباقرة»، مازلنا نكابد الجهل والفقر والمرض!

ألا يدرى الذين يجروننا إلى شواطئ الماضى القديم أننا صرنا عالة على الحضارة الحديثة؟ ألا يعرفون أن كل ما نستخدمه فى حياتنا اليومية الآن اخترعته شعوب أخرى تحررت من سجن الإقامة الدائمة فى الماضى، والتغنى بأمجاده بحق وبغير حق؟ ألم ينتبه أولئك المغرمون بالماضى أن البلدان الأخرى تجاوزت التفكير فى كوكبنا واقتحمت الفضاء وبدأت تخطط للسيطرة على الكواكب الأخرى، بعد أن تمكنت من الاستحواذ على الأرض!

ليتنا نعى أن أمة غارقة فى كهوف الماضى هى أمة بلا مستقبل!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة