جمال أسعد

سعد زغلول والثقافة فى أسيوط

الثلاثاء، 07 أبريل 2015 11:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من التغيير التاريخى والرائع الذى تم نتيجة لانتفاضة الشعب المصرى فى يناير ويونيو، وكعادة التغييرات الكبرى والجذرية فى التاريخ التى تكشف وتوصف الواقع بعدسة مجهرية وقد اكتشفنا هذا الكم من الفساد والتسيب والانهيار الأخلاقى والقيمى الذى كان نتيجة مباشرة لتدنى المنظومة التعليمية ولغياب دور الإعلام فى المساهمة فى تشكيل الوعى الجماهيرى ولسقوط الخطاب الدينى الذى خضع لاجتهادات وتفسيرات المتطرفين الذين اعتبروا أن الفن والثقافة هما كفر بواح فى الوقت الذى تحولت فيه وزارة الثقافة وثقافتها الجماهيرية إلى مخزن لموظفين لا علاقة لهم بالثقافة، فأصبحوا يتحسسون مسدساتهم عند سماع كلمة ثقافة. ولما كانت الثقافة بكل فروعها وأساليبها تمثل القاطرة الأهم فى رفع درجة الوعى وتكوين الشخصية ذات الذوق الرفيع والأخلاق العالية، تلك الثقافة التى نفتقدها الآن هنا وجدنا نقطة ضوء فى نهاية النفق المظلم قد أضاءها فنان تشكيلى وسياسى مناضل يؤمن بدوره الوطنى لصالح هذا الشعب هو الفنان سعد زغلول الذى أنشأ مؤسسة سعد زغلول للثقافة والحرف التراثية بأسيوط، تلك المؤسسة التى تبنت تعليم فتيات أسيوط فن التل الذى كاد أن ينقرض الذى خرج به ومعهم إلى العالمية، كما أن المؤسسة قد أقامت مهرجانها الثقافى الخامس من 1-3 إبريل تحت عنوان «محمود مختار ومائة عام فى فن النحت» مع إقامة معرض لفن النحت من كبار الفنانين والمبدعين لفن النحت، وذلك لترسيخ قيمة هذا الفن الذى وضع فيه المصرى القديم ولا يزال بصماته الحضارية عبر التاريخ، ورداً على تلك الهجمة التترية التى تجول لتحطم هذا الفن وذلك الإبداع تحت ادعاء خاطئ لا وجود له فى غير أذهانهم القابعة فى العصور السحيقة، كما أن هذه المؤسسة وتلك المهرجانات لا تعتمد على الجانب النظرى، ولكن كل عام يقوم الفنان المناضل محمد كمال بعمل ورشة للأطفال تبدأ بسن ثلاث سنوات لينجزوا جداريات تفوق الخيال، وهذا هو الدور العملى والمطلوب على كل المستويات لاكتشاف المواهب. والمهرجان دائما يضم نخبة من فنانى ومفكرى ورموز مصر فى أسيوط، وهو دور وحضور مطلوب وله آثاره الإيجابية فى النهوض بالصعيد، فكان ضيوف المهرجان الأساتذة والفنانين عزالدين نجيب وعصمت دوستاشى وسمير غريب وإيمان مهران والفنان طارق الدسوقى وحنان شوقى ووفاء الحكيم ومدير السيرك القومى جلال عثمان وأحمد الشافعى وأسامة فوزى والشاعر ماجد يوسف والصحفى حمدى حمادة.،وقد قدم المهرجان لأبناء أسيوط الحفلات الموسيقية والغنائية للفنان أحمد إسماعيل، مع الندوات العلمية والفنية حول فن النحت، مع عرض التجارب العملية للنهوض بالعملية الثقافية، إضافة للأمسيات الشعرية من كبار الشعراء، ومع هذا الزخم الفنى والعطاء الثقافى لمظلومى الصعيد فى أسيوط لم يتكرم المحافظ الجديد- الذى يحافظ على البعد عن الجماهير- بحضور حتى افتتاح المهرجان مع العلم أن «ثقافة أسيوط» تقوم بدور معوق وسلبى فى مواجهة هذه المؤسسة الرائعة، وكأن «الثقافة» وجدت ضد الثقافة، شكرا لسعد زغلول على إيمانه بهذا الشعب، وشكرا لذلك المثل الأهم للعمل الأهلى النافع فى مجال الثقافة لأبناء الصعيد، فالإيمان بالوطن وبالجماهير هو العمل الفعلى على أرض الواقع بعيدا عن الشعارات، وهو الطريق الصحيح، والأسلوب الأمثل للمساهمه فى بناء مصر الجديدة.. مصر لكل المصريين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة