فى الوضع هاربًا يتكور أحمد شفيق فى أحد جنبات الأراضى الإماراتية، يجلس هناك عاجزا ومرتعدا من العودة إلى مصر خوفا من المواجهة، هو أصلا لا يملك القدرة على المواجهة، هو ناعم مثل جمهوره الذى لا يرى فى السياسى الصالح لحكم مصر أنه صاحب مظهر جيد.
شفيق أو رجل «البونبون» لم يفهم الآن أنه كان مجرد «حباية بونبون» من النوع الهش والردىء الذى يتلاشى بسرعة بعد فترة قصيرة من «الاستحلاب السياسى»، والسيد شفيق تم استحلابه ومصمصته سياسيًّا ليس مرة واحدة أو اثنتين بل خمس مرات فى أقل من 4 سنوات، وفى كل مرة يكتشف الجمهور أنه لا يناله من الفريق شفيق سوى «العك» سياسيًّا، و«التلزيق» عقليًّا.
تستدعى كل مخزونك من الشفقة و«الصعبنيات» وأنت ترى رجلاً فى هذا العمر وهو يصمم على تحويل نفسه إلى مادة للسخرية والنكات، وتستدعى مع ذلك كل خبراتك الاجتماعية والنفسية فى محاولة صعبة لفهم سر إصرار رجل لا يجيد تركيب جملة سياسية واحدة على تصدير نفسه للمشهد السياسى كزعيم وقائد ومرشح جاهز للنجاح فى أى انتخابات رئاسية مقبلة.شفيق الذى فشل فى إقناع الناس بأنه قدم لمصر أكثر من إعادة تجديد مطار القاهرة فقط، ثم فشل فى إنقاذ نظام مبارك من الانهيار حينما تم استدعاؤه، ثم فشل فى تقديم أوراق اعتماده كرئيس وزراء محترم، ثم فشل، وهو الرجل الذى يقول على نفسه سياسى محنك، فى أن يصد أو يرد أمام علاء الأسوانى فى برنامج تليفزيونى، ثم فشل فى انتخابات الرئاسة رغم مواجهته لمرشح جماعة يكرهها الجميع، ثم فشل فى أن يضرب مثل الشجاعة والمواجهة وهرب إلى الإمارات، ثم فشل فى أن يقنع الناس فى كل الحوارات التليفزيونية أنه قادر على تكوين جملة سياسية أو عربية واحدة مفهومة.
شفيق حاول مثله مثل غيره من التجار تصدر مشهد 30 يونيو كبطل الثورة المغوار، ثم يعود الآن لتصدير نفسه قائدا للمشهد البرلمانى وباحثا عن دفة قيادة الحكومة بمجموعة من التصريحات والترتيبات والتربيطات الانتخابية.
شفيق يتحدث دوما دون أن ينتبه فى كلامه أن مصر لا يمكنها أبدًا أن تنتخب رجلاً هرب من مواجهة الإخوان فى وقت دفع العديد من الشباب أرواحهم مقابل تخليص مصر من طغيان مرسى وفشله.
مصر لا تحب الرجال الذين لا يستوعبون دروس الزمن، وشفيق تلميذ خائب لم يتعلم من تكرار الحوادث ومن تاريخ محمد مرسى ولم يفهم أن الشعب المصرى لن يسقط مرة أخرى فى فخ اختيار قيادة سياسية من رحم الأنظمة الفاشلة، أو منح فرصة العودة لرجل يجلس فى دولة أخرى ليضع خططا يعود من خلالها بعض عتاولة النظام القديم حتى ولو على جثة إحراج الرئيس الحالى وإفساد خططه التنموية.
«مستر» شفيق.. خليك فى الإمارات، وحاول أن تتعلم فضيلة الصمت، فلقد مللنا السخرية، ولم يعد فى أوقات فراغنا ما يسمح لاستهلاكه فى البحث عن مكمن «الإفيه» فى عبقرياتك الفذة وكلماتك المبعثرة التى تنثرها علينا كلما حاولت أن تطلق تصريحا عنجهيا أو غير.