طالعت تصريح الدكتور عبد الواحد النبوى الذى قال فيه: «إن الاهتمام بقصور الثقافة هى أولى تكليفات الرئاسة له بمزيد من الاهتمام»، وذلك لأن هذه الهيئة المنكوبة التى أعتبرها أخطر هيئات وزارة الثقافة نادرا ما تجد من اهتمام المسؤولين سوى التصريحات، فمصر تمتلك ما يزيد عن خمسمائة قصر ثقافة، لكن للأسف معظم هذه القصور مغلق أو فى الترميم أو التطوير، والأهم من هذا هو أن هذه القصور حتى وإن دخلت إلى الخدمة ستبقى جدرانا حولها جدران، وستعانى خلال أشهر من افتتاحها من الإهمال والتبديد، فمعظم مديرى قصور الثقافة يتعاملون مع الهيئة بمبدأ «الموظف»، ولا يشغل بالهم شىء بقدر تستيف دفتر الحضور والانصراف، ومن ناحية أخرى تتركهم إدارة الهيئة المركزية بلا خطة ولا مشروع، فيجتهد المجتهد دون أن يجد لاجتهاده تقديرا، ويقصر المقصر دون أن ينال جزاء تقصيره.
لدينا خمسمائة قصر ثقافة بعيدة عن «النور» ولا تعرف شيئا عن «الخطط المستقبلية» ولا تتبع رؤية ولا تبذل جهدا من أجل استقطاب الشباب، ولدينا أكثر من 120 ألف زاوية ومسجد، معظمها أيضا لا يتبع رؤية وزارة الأوقاف، ونادرا ما تجد المعينين من قبل الوزارة لإمامة هذه المساجد والزوايا متواجدين بها، ولذلك تتحول منابرنا إلى نوافذ للتطرف والعشوائية والخزعبلات، وتتحول قصور الثقافة إلى مرتعا للعناكب والحشرات والحيوانات إن كانت مغلقة، أو إلى مكان مناسب لتقطيف الملوخية، ولف أصابع المحشى إن كانت «عاملة».
فى ظل هذا الوضع المأساوى يجب على الدولة أن تضع خطة طموحة لتتضاعف عدد قصور الثقافة خلال ثلاث سنوات، كما يجب عليها أن تتيح لوزارة الثقافة أن تتشارك مع وزارة الشباب فى إدارة مراكز الشباب التى يزيد عددها عن 4 آلاف مركز، وبذلك يصبح لدينا أكثر من 5 آلاف نقطة إشعاع ثقافى بقرار واحد، كما يجب على الدولة أن تشجع عمل المشاريع الثقافية الخاصة على غرار ساقية الصاوى والفن ميدان وغيرهما، وبهذا من الممكن أن نجد خلال خمس سنوات ما يزيد عن 10 آلاف مركز إشعاع ثقافى، وقبل كل هذا يجب على الدولة أن تضع خطط عمل وبرامج محددة لضمان توصيل الرسالة التنويرية فى كل مكان فى مصر، كما يجب أن نربط تقييم كل مركز من هذه المراكز بعدد مرتاديه وعدد من استطاع استقطابهم إلى أنشطته، لكى لا نترك هذه الثورة نهبا للعناكب أو مرتعا للمحشى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوحميد
قبل أن نطالب بمضاعفة أعداد قصور الثقافة نطالب يسرعة تفعيل وإثراء نشاطات القائم منها