أربع سنوات مرت على تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وقد شهدنا خلال تلك السنوات الأربع أكثر من احتفال لأكثر من مناسبة قومية لبعض منها كان لمبارك إما فضل فيها أو على الأقل قد شارك فى إنجازها، على سبيل المثال وليس الحصر، عيد استرداد طابا فى 19 مارس، وعيد تحرير سيناء فى 25 إبريل، وعيد نصر أكتوبر فى السادس من أكتوبر، وعيد القوات الجوية بشهر نوفمبر.. كل عيد من السالف ذكرها مر علينا بعد تنحى مبارك أربع مرات عدا عيد طابا فقد مر خمس مرات، واللافت للانتباه أنه بكل أسف تمت الاحتفالات بها دون الإشارة للرجل من بعيد أو قريب، بعد أن عشنا من عمرنا سنوات طوالا فى عهده- أعنى الرئيس مبارك- كان هو محور كل الاحتفالات خاصة فيما يخص طابا وتحرير سيناء، لأنهما تما فى عهده وتحت إشرافه.. وبعد تنحيه تغير الحال تماماً وتحول إلى النقيض، وكأن كل ما عشناه من سنوات مع تلك الاحتفالات كانت مجرد أكاذيب أو خرافات، ولكن كيف كانت أكاذيب وخرافات؟! لقد تمت فى عهده تلك الإنجازات على مرأى ومسمع من الجميع، نعم مبارك شارك فى حرب أكتوبر وكان بطلا بشهادة الرئيس السادات نفسه، ونعم كان لمبارك الفضل الأكبر فى تطوير القوات الجوية المصرية بعد أن انهارت فى أعقاب نكسة 67 وكان الرئيس عبدالناصر هو من كلفه بإعادة البناء، هكذا يقول التاريخ، ونعم لقد أنهى مبارك اتفاقيات استرداد طابا والتحكيم الدولى حكم لصالحنا فى عهده، ونعم مبارك هو من رفع العلم المصرى بسيناء فى إبريل 1982، إذن ماذا حدث؟ هل هى الرائجة أم هل هو الصوت العالى؟ هل هو إرضاء لفئة بعينها؟ أم أنه طمس للتاريخ ومعالمه،هل هو ظلم للرجل والسلام!! أم هى كذبة إبريل؟! ربما تكون لعنة الفراعنة؟ يجوز.
سيدى الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنا على يقين من عدالة سيادتكم، وعلى يقين من أنك لم تكن راضيا عن احتفالات العياط التى كان يدعو فيها عشيرته من القتلة للحضور ويتجاهل الأبطال الوطنيين، وعلى يقين من أن سيادتكم تعلم خبايا الأمور وبواطنها وبالتأكيد تعلم دور الرئيس الأسبق تحديدا فى الإنجازات الأربعة السالف ذكرها، وبالتالى لن تسكت على طمس دوره من التاريخ الذى صنعه، خاصة أن الرجل يمثل وأولاده أمام القضاء المصرى الشامخ فيما نُسب إليه من أخطاء واتهامات، أستحلفك بالله الحق ألا تترك المطبلاتية والمنقلبين أن يرقصوا على جثث الأبطال فيما يخص إنجازاتهم، فمن يغيرون التاريخ الآن هم أنفسهم من كانوا يحلفون باسم مبارك، ومنهم من طنطن للعياط والإخوان فى عهدهم.. سيدى الرئيس، احذر هؤلاء وأوقفهم عند حدهم لأنهم سينقلبون عليك أنت نفسك يوم تترك كرسى الرئاسة لأنهم ببساطة لا عزيز لهم واعتادوا الطنطنة لمن يحكمهم فقط لا غير.