سعيد الشحات

السلفيون و«عاصفة الحزم»

الخميس، 09 أبريل 2015 06:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عملية «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين فى اليمن ليست حربًا بين السُّنة بقيادة السعودية، والشيعة بقيادة إيران، هى ليست حربًا دينية بين «جيش الحسين» و«جيش يزيد بن معاوية»، إنما هى حرب تعبر أولًا وأخيرًا عن مصالح إقليمية ومحلية.

أقول ذلك تعليقًا على الأنباء التى ترددت حول استعداد «الدعوة السلفية» لإطلاق حملة جديدة عن خطر الشيعة على مصر، بالتنسيق مع الأزهر الشريف، وتشمل الحملة- وفقًا لما هو منشور- توزيع كتيبات عن خطر الشيعة والحوثيين، وبُعدهم عن صحيح الدين، وأنهم أخطر على الإسلام من الجماعات التكفيرية، وسيتم توزيع الكتيبات أمام المساجد، وخلال الدروس بالمساجد، وبعد صلاة الجمعة بكل الزوايا التابعة للدعوة، ويقود الحملة الشيخ أحمد فريد، عضو مجلس أمناء الدعوة، ومعه عدد من قيادات الصف الثانى، ومجلس شورى السلفية.

وكما هو معروف فإن السلفيين على مختلف تنوعهم يحملون عداء شديدًا للشيعة، ويرونهم أخطر على الإسلام من اليهود، وتلك وجهة نظر تخصهم، ويبقى خطرها فى أنها تعتبر أى خلاف لنا مع إيران مرجعيته دينية، حتى لو كان هذا الخلاف يتعلق بقضايا سياسية واقتصادية، ويستدعون فى ذلك نصوصًا يقومون بتفسيرها على أنها سند دينى يرجح وجهة نظرهم، وبالطبع يؤدى هذا إلى احتقان طائفى بغيض.
نحن فى غنى عن كل هذا الخطر بعد أن اكتوينا بناره أيام حكم المعزول محمد مرسى، حين تعامل مع المأساة السورية باعتبارها حربًا دينية، وبلغ الاحتقان مبلغه نتيجة التحريض ضد الشيعة، فوقعت مجزرة أبوالنمرس فى شهر يونيو 2013، وقتل فيها 4 من الشيعة المصريين، وتم التمثيل بجثثهم.

لا نريد العودة إلى مثل هذا النوع من الشحن الطائفى البغيض، ولا تقدم «الدعوة السلفية» أى خدمة للإسلام ولمصر وللقضية محل النزاع فى اليمن حين تقدم على فعلها بتوزيع كتيبات توضح فيها خطر الشيعة والحوثيين، وإذا ساعدها «الأزهر» فى ذلك - كما تقول الأنباء - فإن هذا سيكون خطأ كبيرًا منه.
شحن الناس بغضب دينى فى معركة ليست دينية هو قمة التخلف، واستسلام لكل مخططات الشر التى يضعها العدو الحقيقى للمنطقة وهو إسرائيل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة