ساينس مونيتور: اتفاق إيران النووى يزلزل تحالفات أمريكا فى الشرق الأوسط.. حلفاء واشنطن يشكون فى سعيها لجعل طهران قوة توزان شيعية مثلما كانت فى عهد الشاه.. ويبحثون عن شراكات أمنية مع آخرين

الخميس، 09 أبريل 2015 02:36 م
ساينس مونيتور: اتفاق إيران النووى يزلزل تحالفات أمريكا فى الشرق الأوسط.. حلفاء واشنطن يشكون فى سعيها لجعل طهران قوة توزان شيعية مثلما كانت فى عهد الشاه.. ويبحثون عن شراكات أمنية مع آخرين الرئيس الأمريكى باراك أوباما
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية"، إن الاتفاق النووى الإيرانى يزلزل الشراكات والتحالفات التقليدية لأمريكا فى الشرق الأوسط، موضحة أنه برغم أن الاتفاق المبدئى حول البرنامج النووى الإيرانى لم يصبح وثيقة موقعة بعد، إلا أنه يسارع من الاتجاه السائد بين بعض أقرب حلفاء أمريكا فى المنطقة للتحوط فى رهاناتهم على واشنطن والبحث عن الشراكات الأمنية فى مناطق أخرى مثل روسيا.

الاتفاق عزز شكوك العرب


وأضافت الصحيفة أن مثل هؤلاء الحلفاء ينظرون إلى القيادة الأمريكية فى المنطقة مؤخرا، لاسيما تعاملها مع الصراع السورى ويتشككون بشكل متزايد إزاء عزم الولايات المتحدة على فرض اتفاق إيران فى وجه الانتهاكات، كما أن الاتفاق أثار مخاوف لاسيما بين القوى العربية السنية بأن الولايات المتحدة ترى إيران مجددا قوة توازن شيعية محتملة، وربما شريك مفضل فى المنطقة مثلما كانت قبل ثورتها الإسلامية فى عهد الشاه.

شركاء أمريكا ينوعون علاقاتهم


ونقلت الصحيفة عن البروفيسور نيكولاس جفوسيدف، أستاذ الأمن القومى بكلية الحرب البحرية الأمريكية فى نيوبورت، قوله: "بالتأكيد كنا نرى مؤشرات على هذا من قبل، لكن مع اتفاق إيران، نرى بعض من أقرب شركائنا مثل الإسرائيليين والمصريين والسعوديين، يبدأون بالفعل فى تنويع علاقاتهم بشكل أكبر، ويعملون بشكل مستقل عن الولايات المتحدة".
وأضاف:"أنهم يشعرون بالقلق من أن الاتفاق يسلم إيران انفتاحا استراتيجيا كبيرا فى المنطقة، ويتجاوزون الولايات المتحدة فى كيفية مواجهته".

اللجوء إلى الكونجرس


وفى الوقت نفسه، يقول الخبير الأمريكى إن هؤلاء الشركاء يضاعفون اتصالاتهم بالكونجرس فى محاولة لضمان أن الاتفاق النهائى مع إيران الذى يفترض أن يتم التوصل إليه قبل نهاية يونيو المقبل، يضع قيودا صارمة جدا عليها وتداعيات سريعة لأى تراجع. ويشير إلى أن الإسرائيليين يتواصلون بالتأكيد مع الكونجرس حول هذا الأمر، لكنهم ليس وحدهم من يروا الكونجرس الحصن الأخير ضد اتفاق نهائى سيىء.

سوريا


وتقول "ساينس مونيتور" إن الشكوك حول رؤية الرئيس باراك أوباما للمنطقة واستمرارية التزامات أمريكا الأمنية تحت سمعه وبصره كانت قد زادت لبعض الوقت، وبالنسبة للسعوديين على وجه التحديد، فإن تعامل أوباما مع الصراع السورى يقرع أجراس القلق، كما أدى إلى تعزيز قناعة متزايدة بأن الولايات المتحدة تريد البقاء بعيدا عن الصراعات المقوضة لاستقرار المنطقة.

وقد أدى تحديد خط أحمر غير واضح حول استخدام الأسلحة الكيماوية فى سوريا، والذى لم يؤد تجاوزه إلى رد عسكرى، إلى شكوك سعودية فى استعداد أوباما لانتقاد التجاوزات الإيرانية لأى اتفاق نووى.

شكوك سعودية متزايدة


ويقول جفوسيدف إنه بعد رؤية كيف تم السماح للسوريين بتجاوز الخطوط حول الأسلحة الكيماوية دون تطبيق كثير من العقوبات، فإن السعوديين يشعرون الآن بالقلق إزاء إيران، ومبعث قلقهم أنها لو أن الإيرانيين يلتفون بشأن التزاماتهم، ولا يقومون بانتهاكها بشكل كامل، فهل سيتركها الأمريكون تنزلق؟

مصر


وبالنسبة لمصر، تتابع الصحيفة، فإن مساندة أمريكا للرئيس الأسبق حسنى مبارك قبل أن تتخلى عنه فى النهاية، وقيامها بتعليق المساعدات العسكرية لسبعة عشر شهرا، قد أدى إلى توتر فى العلاقات وجعل المصريين يبحثون عن شركاء أمنيين آخرين.

اليمن


وفى نفس الوقت، فإن الحرب فى اليمن انفجرت على الساحة الإقليمية، وهو ما أدى إلى ضربات جوية سعودية ضد الحوثيين لدعم القوات الحكومية. واستشعارا منها أن صد الحوثيين قد يتطلب تدخلا بريا، تحولت السعودية إلى مصر وباكستان التى قالت كلا منهما إنها تبحث إرسال قوات. ومطالبة باكستان ليست مفاجئة، كما يقول بعض المحللين الأمنيين، بسبب العلاقات العميقة والقديمة بين الرياض وإسلام أباد.

روسيا.. مزيد من القلق والعناد حول مصير الأسد


لكن ما أثار الاندهاش بين المحللين الإقليميين هو الاتصالات المتعددة بين روسيا والقوى الإقليمية غير الراضية عن الولايات المتحدة. ويشير بعض الخبراء إلى أن قرار أوباما استعادة المساعدات العسكرية المعلقة لمصر قد تعزز، على الأقل جزئيا بسبب العلاقات الدافئة للرئيس عبد الفتاح السيسى مع موسكو. ومن ناحية أخرى، فإن العلاقات حول سوريا ومصير الرئيس بشار الأسد من المرجح أن تعوق مزيد من التقارب الروسى السعودى، كما يقول الخبراء.

السعوديون يتحولون إلى فرنسا


لكن يعتقد أيضا أن السعوديون تحولوا إلى فرنسا التى اتخذت موقفا أكثر تشددا من طهران باعتبارها جزءا من المفاوضات النووية، وذلك من أجل مضاعفة بنود التحقق وعواقب الانتهاكات فى الاتفاق الذى يجب تنفيذه، ومع حداثة اتفاق إيران، تقول الصحيفة، يظل من الصعب تحديد مدى عمق الشقاق الذى يمكن أن تحدثه بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليدين فى المنطقة. ويتذكر بعض الخبراء كيف أن السعودية الغاضبة بدت على وشك الابتعاد عن أمريكا فى خلافهما حول سوريا، لكنها تراجعت قبل الحافة.


اليوم السابع -4 -2015


قمة الخليج فى كامب ديفيد


وأكدت الصحيفة أن أحد الاختبارات القادمة للشركاء الإقليميين ستكون قمة كامب ديفيد التى يخطط أوباما لعقدها هذا الربيع مع أعضاء مجلس التعاون الخليجى. وترى الإدارة الأمريكية القمة كفرصة لطمأنة الحلفاء فى الخليج بشأن استمرار الشراكة مع أمريكا وحول مزايا اتفاق إيران للمنطقة. ويقول أنصار الإدارة الأمريكية إن الهدف سيكون إقناع الشركاء الإقليميين أنهم فى وضع أفضل وأكثر أمانا مع وضع طموحات إيران النووية تحت الرقابة المشددة.

الموضوعات المتعلقة:


- أوباما يتصل هاتفياً بقادة الكونجرس لبحث اتفاق إيران النووى

- كاتب أمريكى: على أوباما أن يشعر بالقلق إزاء ما هو قادم مع إيران











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة