تحت هذا العنوان نشر مقال على موقع الـ«سى إن إن» باللغة الإنجليزية بتاريخ 27 مارس الماضى، كتبته لينا الخطيب، رئيسة معهد كارنيجى للشرق الأوسط فى بيروت، ومن المؤسسين لبرنامج الديمقراطية والإصلاح العربى بجامعة ستانفورد، وكنت قد نشرت ترجمة الجزء الأول منه الأسبوع الماضى وفى السطور القادمة أعرض للجزء الثانى «عندما تكشفت حقيقة الديكتاتوريات بسبب الربيع العربى، لم يستطع الغرب تجاهل هذه الحقيقة وكان عليه الإعلان عن دعمه لهذه الانتفاضة، ولكن لم يكن لدى الغرب استراتيجية طويلة الأمد للتعامل مع تداعيات الإطاحة بالديكتاتوريات، ولذلك جاءت النتائج كارثية. شهدت ليبيا تدخلا عسكريا دوليا متسرعا دون أى رؤية لتحقيق الاستقرار بها، وكانت النتيجة سقوطها اليوم، فى حين رأت سوريا شدا وجذبا دبلوماسيا الذى أدى فى النهاية إلى جر الغرب إلى حرب فوضوية هناك، أما اليمن فكان الظن أنها توصلت إلى تفاهم مقبول، بسبب مبادرة مجلس التعاون الخليجى التى أنهت الانتفاضة هناك من خلال الاتفاق على مرحلة انتقالية من صالح إلى نائبه عبدربه منصور هادى، ولكن تم تجاهل تدعيات هذه المرحلة الانتقالية على المدى الطويل والتى يدفع اليمن ثمنها اليوم، حالة اليمن تلخص كل عوار الديكتاتوريات وطريقة تعامل الحلفاء الغربيين معها، فقد كان الغرب ساذجا عندما ظن أن صالح سيقبل ببساطة إزاحته من السلطة، ففى تطور ساخر للأمور وجد صالح فى المتمردين الحوثيين «الذين تم تهميشهم تحت حكمه وأصبحوا أكثر تهميشا تحت حكم هادى» حليفا غير متوقع لاستعادة نفوذه، وقد كان تفكير المملكة العربية السعودية غريبا عندما ظنت أن حكم الحوثيين فى شمال اليمن سيكون أفضل من تواجد سياسى للإخوان المسلمين «وهم ألد أعداء المملكة العربية السعوية السياسيين» فى صنعاء، لقد تجاهل السعوديون والغرب التوترات الطائفية العميقة بين الحوثيين الزيدية والقبائل السنية فى اليمن، ناهيك عن الغضب الشعبى تجاه الهجمات الجوية الأمريكية التى قتل فيها مدنيون، كما أنها تجاهلت أيضا الطموحات الإيرانية المتزايدة، فلماذا يحصر الحوثيون أنفسهم، حلفاء إيران، فى شمال اليمن فقط عندما يستطيعون التوسع جنوبا والسيطرة على حكم البلاد بأكملها؟ وضع اليمن اليوم يوضح أنه بالرغم من استقرار الوضع ظاهريا تحت الديكتاتوريات السابقة، إلا أن تحت السطح كانت هناك براكين جاهزة للانفجار، قد يتمكن الديكتاتورون من الإبقاء على بلادهم آمنة، ولكنهم يفعلون ذلك على حساب شعبهم، فهم قد يحافظون على مصالح الغرب ولكن سرعان ما ينقلبون عليها كلما هددت مصالحهم الخاصة، فعلى الرغم من أن الكثيرين اليوم يتحسرون على أن الربيع العربى انقلب إلى شتاء عربيا، لكن الصراعات الدائرة فى أرجاء الشرق الأوسط هى إلى حد كبير نتيجة للعوار السياسى والاقتصادى والاجتماعى للديكتاتوريات السابقة وللأوضاع التى أدت إلى استمرارها، هذه الأوضاع ظهرت فقط إلى السطح بعد رفع الغطاء عنها، ولكن المأساة الحالية فى الشرق الأوسط لا تعنى أن المنطقة كانت أفضل حالا فى ظل حكم الديكتاتوريات السابقة.
إسراء عبد الفتاح
هل كان الشرق الأوسط أحسن حالا تحت حكم الديكتاتوريات السابقة؟ «2-2»
الخميس، 09 أبريل 2015 08:04 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هاله شراكى
الأنتحار أو الأدمان هم النهايه المحتومه لمرضى "أنفصام الشخصيه" مالم يتم علاجهم بسرعه
عدد الردود 0
بواسطة:
د.صادق
الشرق الاوسط سيكون احسن حالا عند اختفائك انت واشباهك من المشهد
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد لطفي
I Love You
أنا بحبك يارؤه وعايز أتجوزك ده بجد مش هزار
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي
انتي السبب في دخول الارهاب
عدد الردود 0
بواسطة:
صادق
اختفى انتى بس واحنا حنبقى كويسن
مش عارف انا الناس دي لسة ليها عين تتكلم.
عدد الردود 0
بواسطة:
dr.khalid
الشرق الأوسط كان أكثر إستقراراً دون نشطاء كونداليزا رايس أصحاب الفوضى الخلاّقة
عدد الردود 0
بواسطة:
حائرة
نصف الحقيقة