فى الوقت الذى كنا نتمنى أن تتقدم الرياضة المصرية، خاصة كرة القدم، حتى لو استثنينا الإخفاقات التى أحاطت بالمنتخبات، لتمضى إلى الأمام، لكن بكل العجب لم يحدث لا تطوير ولا يحزنون، بل زاد الطين بلة باستلهام كل الماضى السحيق، وكأن شيئًا لم يكن، ولا أن مصر مرت بمطالب للتغيير منذ يناير 2011.
كانت الآمال أن يأتى قوم يبحثون دفع الرياضة، والكرة تحديدًا نحو الاستثمار، لرفع شعار مرفوع من الخارج منذ أمد بعيد، هو أن الكرة صناعة.. بقدر ما هى مكلفة، بقدر ما هى تستطيع تحقيق مكاسب عظمى، بل خلق فرص للعمل من خلال مشروعات، والله مربحة جدًا.. جدًا.
إنما ما حدث هو العكس تمامًا، زادت نسب الفساد، وأصبح الذين اختشوا مش بس ماتوا، لا.. ده أصبحوا أشلاء، لا يعرف أحد تفاصيل وملامح لأى متوفى مختشى!
البداية كانت أملاً تعاظم كثيرًا فى الإفراج عن المعلومات، وعدم فرض سياسة صمت القبور إياها!
تتلو البداية بالتأكيد أن المعاملات تحت ضوء النهار ستكون مطروحة للنقاش، خلافًا كان أو اتفاقًا!
بينما نحن نحلم، والشعب يستعد للتمكين، يبدأ المشهد فى السواد، من اللون الأسود بالطبع!
قبل أن يلحق بكاتب هذه السطور كل من يريد أن تكتمل منظومة السكات القصرى، أقول لحضراتكم ركزوا معى «بليز»!
عاد كل من كان يجب أن يختفوا، وأصبح المال العام مرتعًا!
كنا نأمل أن نعرف متى تصرف ملايين مصر بعيدًا عن حُمى كرة القدم، ومتى تصبح مديريات الشباب والرياضة فى الأقاليم فى خدمة ملايين الشباب، لكن واقع الأمر عكس التمنيات! فقد عاد الأستاذ عبدالسميع- طبعًا أى عبدالسميع- إلى تمديد مدة عمل موظفى المديرية، وإلحاقهم بكل عدم خجل بالعمل بمراكز الشباب، بدلاً من إعطاء فرص للشباب فى إيجاد عمل بكرامة.. والعبى يا ألعاب!
كنا نحلم بحساب المقصرين، فلم يحدث، ومازالوا يعيثون فى مراكز الشباب، بل ويلتهمون الميزانيات، فلا نجيل صناعى أو طبيعى، بل تجده بعد أيام إما ضايع أو متهالك.. بالضبط زى كوبرى الدقهلية اللى وحضرتك مغمض شاهد على واقعة فساد المقاول، واللى استلم من المقاول، واللى اتفق مع المقاول.. واسألوا الكبارى على نيل القاهرة من أيام الإنجليز!
كنا نأمل أن تتوقف مصاريف بالملايين على رياضة الشركات التى يلعبها محترفون لمجرد أن يجلس البكاوات رؤساء الشركات فى المقصورة والراجل اللى معاه الحديدة.. الميكرفون يعنى نازل إطراء، وتهجيص يشبه النقوط فى فرح عشوائى!
بينما يفترض أن رياضة الشركات للعاملين بها، سواء كانوا رجالًا أو شبابًا، أو سيدات، أو بنات، ولا يفرق راجل بكرش أو سيدة عجوزة! واللى مش مصدق يعيد قراءة الفكرة التى أرستها ثورة 23 يوليو 1952، وبعدين فين المحاسبة.. وفين الناتج المحلى لرياضة الشركات!
طيب.. خلينا نسأل يمكن حد يرد علينا، يعنى إيه «أكاديميات» لكرة القدم للشباب والأطفال، وبحضور الدولة، ويتم تمكين القطاع الخاص من العام بدون أى ضمانات، ولا حتى حفظ لحقوق الأولاد والأسر المصرية فى أن تكون هناك حقوق لأولادهم فى علاج ومراقبة، وهل هناك إهمال بمعرفة العلم؟! وهل هناك ضمانات أصلاً لو أصيب ولد صغير لا قدر الله.. ومن حدد تسعيرة الأكاديمية؟! طيب ده بيحصل فى أكاديميات أولاد الذوات، إيه رأى الوزراء والأستاذ «الحلو» بتاع المعايير فى أكاديميات الشارع بتاع الكابتن شكشك، والواد حناطة، وأبوقورة، وكل الرجالة دولم!
مين يا ناس بيراقب الناس دى؟!
هل يعلم السادة فى المبنى الكبير أن أقل أسرة بتدفع حوالى 200 إلى 300 جنيه شهريًا لأبوقورة، وشفطورة، وأبومطوة.. بالزمة مش حرام!
مين المسؤول عن اللعب تحت الكوبرى؟ ومين المسؤول عن اللعب بأحلام الأسرة المصرية؟ وهل هناك تقارير أصلاً، أم أن الحكاية أن سكان الوزارة واخدينها شطارة.. بس سفر مع البعثات وحركات؟!
يا سادة من المسؤول أساسًا حتى نحاسبه؟!
أما ما لا نعرف له أساسًا ولا توضيحًا ولا تحليلًا، فهو حالة الصمت الكبرى غير المسبوقة، فهناك تركيز كبير فى كل الهيئات الرياضية على أن يتم كل شىء فى الخفاء، والأهم أن «نكفى على أى خبر ماجور»!
فى الأهلى لا يمكنك أن تجد من يجيب عن الأسئلة الحائرة التى لا يمكن لأحد أن يعرف عنها شيئًا، ثم تأتى مرحلة الزعل، عندما يجتهد مجتهد فى محاولة للحصول على معلومة، ولا تلاقى حد إلا فى حالة نكد.. ولازم طبعًا نكون إحنا السبب!
يا سادة جاريدو ماشى.. يا سادة جاريدو راجع.. يا سادة ألو.. ألو.. حد يعبرنا.. محدش رد!
إذن، كل شىء لا يمكنك أن تعرفه، وكأنه بيزنس ممنوع كشفه حتى لا تفشل الصفقة!
فى الزمالك.. لا يمكنك أن تجد ردًا أيضًا، وإن كانت الأيام القليلة الماضية يظهر فيها بعض الحلول، إنما لا تجد شخصًا واحدًا يقول خبرًا على مسؤوليته!
فى الإسماعيلى العجب العجاب.. تخيلوا كل هذه الأحداث، والفشل تلو الآخر، وفى النهاية الإعلام هو السبب الرئيسى فى خراب مالطة وأخواتها!
يحدث هذا، بينما لا تجد من تلجأ إليه!
لكن من المسؤول عن تحويل العمل الرياضى والأندية إلى تلك الحالة من السرية؟، فتجد دائمًا نفسك فى «بيت سرى»، كأن سكانه يشكلون خلية، أو تنظيمًا ضد الملكية زى أفلام زمان، لكن يا ريت كنا قلنا التعتيم والتكتيم هو الهدوء الذى يسبق العاصفة، أو الثورة على مفاسد الرياضة.. إنما لا.. وحق المواطن المصرى يذهب للجحيم، بل فى أغلب الأحيان إما أن تغبنه حقه، أو يشحن ضدك، باعتبار أن الإعلام رجس من عمل من يعملون فيه، فعلى الكل أن يجتنبه.. لك الله يا مصر قبل الكل، لكننا سنظل نفتح الملف، وسنلجأ لكل الطرق من أجل صلاح الأحوال.. أو حتى إيجاد بداية الطريق.
عصام شلتوت
لماذا تتحول الكرة المصرية إلى بيوت سرية ممنوع الاقتراب منها؟
الجمعة، 01 مايو 2015 06:00 م