ماذا يفعل وزير ثقافة مصر بالضبط غير الذهاب إلى مكتبه الفخم على النيل، واستلام البوسطة، وحضور اجتماعات الحكومة، ليهز رأسه بالإيحاب مؤمنا على كلام إبراهيم محلب وزملائه الوزراء، والعودة إلى منزله سعيدا أنه نال لقب سيادة الوزير فى سن مبكرة؟، وكل ما يفكر فيه كيف يحافظ على كرسيه لأطول فترة ممكنة بالصمت التام، والمشى جنب الحيط، وإبقاء الأوضاع فى هيئات وقطاعات الوزارة على حالها من الركود والنسيان.
هل يعرف السيد عبد الواحد النبوى الجالس على كرسى ثروت عكاشة مثقفى وفنانى ومبدعى مصر؟ هل يتواصل معهم ليستفيد من أفكارهم ومشروعاتهم؟ الإجابة بالنفى، لأنه لم يكلف نفسه منذ أن تولى الوزارة ليلتقى ويتفاعل مع أبرز المثقفين والمبدعين والفنانين الذين يمكن أن يحققوا نهضة ثقافية مصرية، وترك هيئات مثل المجلس الأعلى للثقافة على سبيل المثال تعج بموظفين بيروقراطيين لا يمكن أن يضيفوا شيئا للثقافة المصرية.
وهل يعرف السيد عبد الواحد أن مصر بجلالة قدرها ليس فيها مجلة ثقافية واحدة يمكن أن يجتمع حولها المثقفون العرب من البحرين إلى المغرب، مثلما كانوا يجتمعون حول «المجلة» فى عهد يحيى حقى، و«الكاتب» فى عهد أحمد عباس صالح، و«الهلال» فى عهد رجاء النقاش، و«إبداع» فى عهد عبد القادر القط، و«القاهرة» فى عهد غالى شكرى؟ الإجابة بالنفى، لأن لديه أكثر من عشر مجلات فاشلة لا يسمع بها أحد ولا تؤثر فى أحد ولا توزع، ورغم ذلك لم يسأل نفسه أو مستشاريه لماذا نبقى عليها بهذا الوضع، أو كيف نلغيها وننشئ مجلة واحدة قوية ومؤثرة مصريا وعربيا.
وهل يعرف السيد عبد الواحد أن البلد فى أمس الحاجة إلى حشد مثقفيه ومبدعيه وفنانيه ليواجهوا معه الحرب ضد الإرهاب، وليحولوا المشروعات القومية الكبرى إلى رموز وطنية فى قلب كل مصرى، كما حدث مثلا مع مشروع السد العالى فى الستينيات؟ الإجابة بالنفى، بدليل أنه لم يفكر كما فعل ثروت عكاشة فى إنشاء معسكرات للفنانين والشعراء والكتاب ليعايشوا مشروعا مثل قناة السويس الجديدة ويسجلوا تضحيات وبطولات وقصص العمال والمهندسين الذين ينفذون هذا المشروع العملاق.
لذلك ولغيره كثير، لابد وأن نسأل ماذا يفعل وزير الثقافة؟