جدير بالذكر أن المسرح أجرى خلال الشهر الماضى ورشات عمل مع مجموعات مختلفة من مناطق متعددة فى الأغوار منها بردلة، عين البيضاء، فصايل والجفتلك. وتمت مقابلة أكثر من 25 شابا وشابة تتراوح أعمارهم بين الـ18 والـ28 عاما، وتم اختيار ثمانى أشخاص منهم أربعة شباب وأربع شابات، تتوفر لديهم الإمكانات العملية للمشاركة بنشاط مسرحى.
يعمل المسرح مع المجموعة الشبابية بمعدل 4 أيام أسبوعياً، يتدربون خلالها على تقنيات مسرح المضطهدين، ويسلطون الضوء على ثلاث مواضيع ومؤرقة تواجه سكان الأغوار وبالأخص المناطق المهمشة منها والأقل حظاً، مثل العمل فى المستوطنات، والصحة والتعليم.
وقد أعربت مخرجة العمل ايمان عون عن أهمية نقل هذه المواضيع للشارع الفلسطينى وتضيف "نحن فى مسرح عشتار نريد أن ننقل صوت الناس ليس فقط للشارع الفلسطينى بل لصناع القرار والمؤسسات المحلة والدولية".
ومن الجدير ذكره أنه يقطن فى الأغوار اكثر من 65 ألف فلسطينى يعانون من التهميش والعنصرية وشح موارد الحياة الأساسية، وخصوصا التجمعات السكنية البدوية التى تعانى من غطرسة وعنصرية الاحتلال بشكل دوري. وحسب تقارير الاتحاد العام للنقابات الفلسطينية يوجد ما يقارب الـ 25 مستوطنة زراعية فى الأغوار تشغل ما يقارب الثلاثة آلاف عامل 30% منهم من الإناث وهذه الأرقام لا تشمل عمال المصانع الموجودة فى الأغوار ولا الأطفال العاملين فى المستوطنات.
يهدف مسرح عشتار من هذا المشروع الوقوف مع مجتمع الاغوار فى محاربة العنصرية الاسرائيلية عن طريق المسرح، وبناء حلقة وصل بين سكان الأغوار وسائر المجتمع الفلسطيني، الاضافة الى تدعيم شباب الأغوار وتزويدهم بمهارات يستطيعون بها مواجهة العنصرية المتزايدة التى تمارس بحقهم من قبل الإحتلال.
كما يهدف المشروع الى نشر حرية التعبير من خلال تحويل المسرح فى فلسطين الى منصة لطرح قضايا عالقة فى الشارع عوضا عن طرحها فقط فى القاعات المغلقة، وجذب انتباه الجمهور وصناع القرار لما يحدث فى تلك المناطق المهمشة.
من ناحيته يؤكد الناشط رشيد صوافطة من حملة إنقذوا الأغوار- شركاء مسرح عشتار فى هذا البرنامج - أن الحملة تعتبر المسرح وسيلة مهمة لنقل صورة ما يحدث يالأخص لمن يجهلها، وعليه يقول صوافطة "تكمن أهمية المشروع فى أنه يعنى بفئة الشباب ويهدف لتأسيس فرقة مسرح فى مناطق الأغوار".
كما إتفق الشباب والشابات الذين تم اختيارهم لهذا العمل على انهم يضعون آمالهم فى هذا المشروع لينطلقوا حاملين رسائل من منطقتهم لبقية المدن الفلسطينية.. تقول عفاف صوافطة إحدى المتدربات: "أريد ان أوصَل للعالم الذين لا يسمعون أصواتنا، أن فى الأغوار شباب وشابات أصواتهم عالية وبحاجة لمن يسمعها".
يجدر بالذكر أن المسرحية من اخراج إيمان عون؛ مساعد المخرج وجوكر العمل محمد عيد، تمثيل رنا برقان من مسرح عشتار، عفاف حسن، لافى اليانوني، عاطف حسن، سيرين رشيد، أيوب مساعيد، مشاعل سبيتان ومحمد أبو هنية.
موضوعات متعلقة
إيمان عون: عرض "الحب والمعلومات" تدريب مفتوح لمتاهة ذكية تنتصر للحب